الروحانيات فى الإسلام: كيف تؤثر الاعمال في النفس الإنسانية ؟

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 13 نوفمبر 2011

كيف تؤثر الاعمال في النفس الإنسانية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تؤثر الاعمال في النفس الإنسانية ؟

 - قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) التوبة105

- قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود114


#- اقرا معى في "تفسير حقى" هذا المعنى الجليل في سورة هود ..   عند قوله تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " ..

" واعلم أن تعلق الروح النورانى العلوى بالجسد الظلمانى السفلى موجب لخسران الروح إلا أن تتداركه أنوار الاعمال الصالحة الشرعية فتربى الروح وترقيه من حضيض البشرية الى ذروة الروحانية بل الى الوحدانية الربانية وتدفع عنه ظلمة الجسد السفلى .. كما أن القاء الحبة فى الارض موجب لخسران الحبة إلا إن يتداركها الماء فيربيها الى أن تصير الحبة الواحدة الى سبعمائة حبة والله يضاعف لمن يشاء .. فعلى العاقل أن يصبر على مشاق الطاعات والعبادات فان له فيها أنوار .." ج6\ص24 باختصار



- قال صلى الله عليه وسلم: (أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ، سَتَرَ اللهُ عوْرَتَهُ، ومَنْ كظَمَ غيْظًا، ولوْ شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمْضاهُ، مَلأَ اللهُ قلْبَهُ رضِىَ يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أخيهِ المسلمِ في حاجَتِه حتى يُثْبِتَها لهُ، أثْبتَ اللهُ تعالَى قدَمِه يومَ تَزِلُّ الأقْدامُ) رواه بن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء .. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة بإسناد حسن من طريق بن أبي الدنيا .. وقال الأرنؤوط في تخريج أعلام النبلاء: إسناده حسن ..، وبعض العلماء ضعف الحديث .. ولكنه حتى وإن كان ضعيفا فهو مما يتم العمل به في فضائل الأعمال .

حديث آخر:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ) صحيح مسلم.
 
- حديث آخر (مختلف على تحسينه وضعفه): (أيُّما مُسلِمٍ كسا مُسلِمًا ثَوبًا على عُريٍ كساه اللهُ من خُضْرِ الجَنةِ، وأيُّما مُسلمٍ أطعَمَ مُسلِمًا على جوعٍ أطعَمَه اللهُ مِن ثِمارِ الجَنةِ، وأيُّما مُسلمٍ سقى مُسلمًا على ظَمإٍ سقاه اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- من الرحيقِ المختومِ) رواه أبو داود .. وحسنه الأرنؤوط في تخريج سنن ابي داود .. وضعفه الألباني ..
 
- إذن العمل مع الله هو مناط المحبة والرضا الالهى على العبد .. وليس مجرد الاعتكاف في المسجد والخلوات فقط ..
- نعم قيام الليل مطلوب ، والعزلة والخلوة مطلوبه ، والذكر مطلوب .. ولكن أعطى لكل ذي حق حقه ..
 
- فمثلا لا تترك عملك وتهمله لأنك تقوم الليل .. أو تترك احد حياته معرضة للخطر وتقول انا ذاهب للصلاة .. مثلا .، وتذكَّر أن العمل عباده وذكرا لله .. ما دمت تؤدى حق الله فيه  ..
 
- واعلم أن كثرة الصلاة والصيام ليست دليلا على صلاح العبد .. فربما كان مرائيا .. ولا يبتغى بعمله وجه الله .. فانظر لقلبك وقت العمل وكن صادقا مع ربك مخلصا في عملك ولست مرائيا فيه طلبا لمدح الناس لك .


#- واقرأ معي قوله صلى الله عليه وسلم:
 - (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ) صحيح مسلم.
 
- حديث آخر ..
- عن أبي هريرة قال: (قال رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرَةِ صَلاتِها، وصيامِها، وصَدَقتِها، غَيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بلِسانِها. قال: هي في النَّارِ. قال: يا رسولَ اللهِ؛ فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها، وصَدَقتِها، وصلاتِها، وإنَّها تصَدَّقُ ب الأثوارِ مِنَ الأقِطِ، ولا تُؤذي جيرانَها بلِسانِها. قال: هي في الجنَّةِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده حسن.

 
ولا تحقرن من المعروف شيئا
 
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) صحيح البخاري.
- قوله (ذات كبد): أي فيه روح ..
 
ولا تحقرن من الذنب شيئا
 
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) صحيح البخاري.
- قوله (هرة): أي قطة.
- قوله (خشاش الأرض): أي الحشرات الصغيرة التي تتحرك على الأرض وتكون مثل طعام تتغذي عليها القطط .
 
.. واسمع لهذا الحديث الجميل ..
 
 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) صحيح مسلم.
- قوله (بوجه طلق): أي مبتسم فيه بشاشة.
 
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم
 
- (صدقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ ، وصنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السُّوءِ ، وصلةُ الرَّحمِ تزيدُ في العمرِ) رواه الطبراني في الكبير .. وحسنه المنذري في الترغيب والهيثمي في المجمع والسخاوي في المقاصد والدمياطي في المتجر وغيرهم من العلماء على تحسين الحديث وآخرهم الألباني في صحيح الجامع.

- قوله (صناع المعروف): أي فعل الخير مع الغير يقيك الحوادث السيئة ويلطلف الله بك فيها .. والله أعلم .
 
#- إذن خلاصة ما سبق:
- أن العمل مع المجتمع الذى تعيش فيه بإخلاص ومحبه يترتب عليه منحة ربانية للعبد يمده بها على قدر عمله .. فكيف يكون الإمداد ؟...
- تعال معي في الجزء الثالث ..

والله أعلم 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الموضوعات مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب مدونة الروحانيات في الإسلام .

هناك 4 تعليقات:

  1. مااروع تفسير حقي .. لقد امتعني قلبيا كثيرا 👍

    ردحذف
  2. ربنا يجعل لك في كل خطوه سلامه يا استاذ خالد الصراحه الجماعه الملحدين كثر في هذا الزمان واكثر على المواقع التواصل الاجتماعى وغيرها

    ردحذف
  3. كيف تتخلص من الضغط النفسي
    أثبتت الدراسات النفسية أن الجسم يستهلك طاقة مكبوتة في توليد مشاعر إيجابية عند مساعدة الآخرين، فعندما ينكر المرء ذاته، يتصرف دون أن يتوقع شيئاً بالمقابل، وهذا الأمر يفيد في التخلص من القلق ويزيد نسبة الأوكسيتوسين، الذي يعمل بدوره على خفض ضغط الدم والتوتر ويعزز الشعور بالسكينة وراحة البال.

    ردحذف
  4. قال المغامسي:
    العمل الصالح اذا تتابع وأراد به صاحبه وجه الله كان من أعظم عفو الله عز وجل...
    قال صلى الله عليه وسلم (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف