الروحانيات فى الإسلام: لماذا نربط العبادة لله بالثواب الدنيوى ؟

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 9 يوليو 2012

لماذا نربط العبادة لله بالثواب الدنيوى ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا نربط العبادة لله بالثواب الدنيوى ؟

كثير يسأل عن أنه يتقرب الى الله بالعباده ولكن لازال ضيق الحال يلازمه .. سواء فى المال او فى الوظيفة او فى أهل بيته .. او ايا ما كان ..

والسؤال الان لهؤلاء .. لماذا تتقرب الى الله ؟

أليس لاجل الآخرة ..
 فلماذا الانزعاج مادمت فى معية الله .. ؟
وان كنت مؤمنا .. لماذا تشك فى أن الله انقصك من حقك شيئا ؟
وان كنت مؤمنا .. لماذا لا تستمر فى دعائك فالله يحب سماع صوتك ؟
وان كنت مؤمنا .. ألم تعلم ان الابتلاء من صفات المؤمن ؟

يا هذا تذكر ان .. الانبياء ابتلوا فى أموالهم وانفسهم .. فأنت لست بأفضل منهم .. 

فيا أخى .. لا تخلط الاوراق ببعضها .. وتظن ان عبادتك ستغير من المقدر شيئا .. فأهل السعادة ليس مقدر لهم الدنيا .. بل اهل السعادة لسعادتهم بلقاء الله فى الاخرة ورحمته لهم بإدخالهم الجنة ..

فإذا ربطت بين العبادة والعطاء الدنيوى .. فأنت ممن يعبد الله على حرف .. يعنى على وجه واحد .. وهو الخير فقط .. 

قال تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11

فلا تكن من هؤلاء .. وكن عبدا لله فى السراء والضراء

قال تعالى  :
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134

{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177

فمن البر يا مسلم ان تعبد الله على كل حال .. 

* ثم اذا أتينا من جهة العقل .. فلماذا لا تسأل نفسك سؤالا .. لماذا تقد م الغرب المسيحى على الشرق المسلم ؟

اذن الله يعطى المجتهد فى الدنيا على قدر اجتهاده .. وهو سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا .. لأنه العدل .. 

أما الايمان به فثوابه فى الاخرة الغفران والجنة بإذن الله ..

خلاصة : اعبد الله لانه يستحق العبادة .. ولا تلتفت الى حوادث الحياة وتقل ليه يارب حصل كده معايا .. ولكن قل : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنى والطف بى فيما جرت به المقادير.. واسترنى ولا تفضحنى فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك ..

والغريب يا مسلم .. انك اذا اعطاك الله الخير تقول : ربنا أنعم عليّ واكرمنى ..
واذا ضيق عليك فى شئ : تقول ليه يارب عملت فيّ كده .. 

قال تعالى :
{فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }الفجر15-16

فيا مسلم .. لا تسقط من نظر الله باتهامك له بالباطل وتنسى معاصيك .. 

قال صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "

فارجع الى نفسك .. واتهمها بالتقصير .. واصلح من احوالك .. ثم تعامل مع الله على أنك عبد وهو الرب .. وليس للعبد من مولاه إلا ما يعطيه له قليلا كان او كثيرا .. وليس للعبد الا ان يرضى فى كل الاحوال .. ولله عاقبة الأمور ..

قال تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء23

فلا تقل : ليه كده يا رب .. ولكن قل عفوك وغفرانك يا رب ..

فكن دائما على يقين ان الله لا يضيع عملك دينيا او دنيويا .. شرط ان يكون عملك خالصا لوجهه الكريم والاعمال بالنيات كما قال صلى الله عليه وسلم ..

أمر أخير .. ان المؤمن الحق لا خوف عليه ولا يحزن فى الدنيا والاخرة
ففى الدنيا .. مهما اصابته المصائب .. تجده راض وفى قلبه سكينة
وفى الاخره .. من المرحومين باذن الله تعالى 

وتجد المؤمن فى الدنيا مبارك له فى القليل .. وغيره يملك اضعاف ما يملك المؤمن ولكن لا يكفيه .. 

فاللطف المخصوص والستر والبركة .. من جملة الرحمة التى اختص بها المؤمنين حقا .. فى الدنيا والاخرة ..

كل ماذكرناه حتى لا تربط بين العباده والعطاء الدنيوى .. ولكن كن عبدا .. واحتسبه عند الله فى الاخرة ..

وتذكر ان الاخلاص فى العمل عباده .. والاخلاص فى العبادة هو عين العبادة ..

تذكر هذا المثال : عبد عند سيده يعيش على ما يعطيه سيده له .. فماذا ينتظر العبد من سيده الا قدر ما يعطيه له ؟

فكن رافعا يديك سائلا مولاك من عظيم فضله .. وكن على يقين انه قد أعطاك سؤالك .. إن لم يكن فى الدنيا ففى الاخرة سيكافأك على دعوتك .. والله عليم بذات الصدور


والله اعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هناك 6 تعليقات:

  1. لماذا نربط العبادة لله بالثواب الدنيوي؟
    كثير يسأل عن أنه يتقرب إلى الله بالعبادة ولكن = لازال ضيق الحال يلازمه
    كل ما ذكرناه حتى لا تربط بين العبادة والعطاء الدنيوي
    =
    أنا اليوم تعلم أو تفطنت إلى انه صح = يجب أن لا نقترب لله بالعبادة من اجل رغبة دنيوية
    الله يستحق العبادة بإخلاص نقي، وليس لأجل العطاءات الدنيوية

    ردحذف
  2. غير معرف1/2/16 2:46 م

    إلهي ! سمع العابدون بذكرك فخضعوا , وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا . إلهي , إن كانت أسقطتني الخطايا من مكارم لطفك , فقد آنسني اليقين إلى مكارم عطفك . **إلهي , إن أمنتني الغفلة من الإستعداد للقائك , فقد نبهتني المعرفة لكرم آلائك , إلهي , إن دعاني إلى النار أليم عقابك , فقد دعاني إلى الجنة جزيل ثوابك .
    كان لي قلب أعيش به ضاع مني في تقلبه
    رب فاردده علي فقد ضاق صدري في تطلبه
    وأغث ما دام بي رمق يا غياث المستغيث به
    التلميذة الغبية البليدة

    ردحذف
  3. سمعت الشيخ يعقوب مرة يقول //
    لا تقم الليل لانك تشعر بلذة او متعه
    بل قم مخلصا عبادتك لربك طالبا رضاه لا لذة عبادته .

    سبحان الله العمل لله ولله فقط يعترضه كثير من العطاءات التي

    تنسي العبد هدفه وهو رضا الله وفقط .

    ردحذف
  4. ماهو اللطف المخصوص الذي يمن الله به على عبده المؤمن؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. السكينة والرضا .. عند نزول القضاء والقدر

      حذف
  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿۞ وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَیۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانࣰا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ یُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡـَٔاخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا یَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [المائدة ٢٧]

    هذه الايه الشريفه تاخذت منها مريم درس حيث الذي لم يتقبل منه نسب سبب رفض قربانه على الذي تقبل منه
    أما من تقبل نسب سبب التقبل إلى الله إنما يتقبل الله من المتقين
    عندما تمعنت القصه وجدت من تقبل منه قتل أو بالأحرى رفع اختير أن يكون عند الرفيق فالتقبل أخرجه من هذه الحياه الدنيا
    عندما تحاول أن تستوعب قلب الذي تقبل منه ستدرك وقتها كيف تكون العباده الحقيقه
    عيبي أن المعاني تفر مني لكن ألقيت ببعض من ظني عسى أن يتقبل مني رب
    مربم معطار

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف