الروحانيات فى الإسلام: ج21: معتقدات موروثة - هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أوكنيته أبو الكروبيين - بطلان أن يكون اسم الحكم هو من أسماء الشيطان - من أين أتت معلومة أن اسم الحكم من أسماء الشيطان - هل يوجد في كلام الله أو كلام رسول الله أن إبليس كان من الملائكة الكروبيين - هل يوجد بالكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ما يشير إلى أن اسم إبليس كان الحكم أو كنيته أبو مرة وأنه من الكروبيين.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 8 يونيو 2023

Textual description of firstImageUrl

ج21: معتقدات موروثة - هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أوكنيته أبو الكروبيين - بطلان أن يكون اسم الحكم هو من أسماء الشيطان - من أين أتت معلومة أن اسم الحكم من أسماء الشيطان - هل يوجد في كلام الله أو كلام رسول الله أن إبليس كان من الملائكة الكروبيين - هل يوجد بالكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ما يشير إلى أن اسم إبليس كان الحكم أو كنيته أبو مرة وأنه من الكروبيين.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وغير ذلك

(الفصل الحادي والعشرون)

اسم الحكم ليس من أسماء إبليس الشيطان ولا كنيته أبو مرة ولا أبو الكروبيين

#- فهرس:

:: الفصل الحادي والعشرون :: ج2/ معتقدات عن أسماء الشيطان – هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أوكنيته أبو الكروبيين - ومعتقد التوراة الحالية عن إبليس قبل أن يتم طرده من السماء ::

1- س95: هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أوكنيته أبو الكروبيين ؟

#- أولا: بخصوص بطلان أن يكون اسم (الحكم) هو من أسماء الشيطان ..

#- ثانيا: من أين أتت معلومة أن اسم (الحكم) من أسماء الشيطان ؟

#- ثالثا: هل يوجد في كلام الله أو كلام رسول الله أن إبليس كان من الملائكة الكروبيين ؟!!

#- رابعا: هل يوجد بالكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ما يشير إلى أن اسم إبليس كان (الحكم) أو كنيته (أبو مرة) وأنه من (الكروبيين) ؟!

***************************

:: الفصل الحادي والعشرون ::

:: ج2/ معتقدات عن أسماء الشيطان – هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أو كنيته أبو الكروبيين - ومعتقد التوراة الحالية عن إبليس قبل أن يتم طرده من السماء ::

**************************

 ..:: س95: هل اسم الحكم من أسماء الشيطان وكنيته أبو مُرَّة أو كنيته أبو الكروبيين ؟ ::..

  
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الظنون الخاطئة وترتقي إلى الخرافة هو الظن بأن اسم (الحكم) من أسماء الشيطان .. أما عن كُنيته بأنه (أبو مُرة) فهذا اسم كذلك لا نظنه أنه ينسب لإبليس .. !!
 
- واسم (الحكم) وكنية إبليس بكونه (أبو مرة) .. قد أتى في بعض كتب أهل العلم .. على سبيل المعلومة بما يقال عن إبليس .. ولكن كان خيرا لو كان علمائنا تحققوا من صدق هذا الكلام لأنه شيء لا يُعقل أصلا .. فضلا عن كونه لا شريعة فيه ..!!
 
#- وقد جاء هذا الإسم في بعض المراجع التراثية الإسلامية .. ومن ذلك :
 
- ذكر أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي (المتوفى: 346 هـ) :
- أن الله تعالى خلق الجان من نار السموم، وخلق منه زوجته .. كما خلق حواء من آدم .. وأن الجان غشيها (أي زوجته من الجن) فحملت منه .. وأنها باضت إحدى وثلاثين بيضة .. وأن بيضة من تلك البيض تفلقت عن قطربة وهي: أم القطارب، وأن القطربة على صورة الهرة .. وأن الأبالس من بيضة أخرى منهم الحارث أبو مرة، وأن مسكنهم البحور ... إلى آخر الكلام الذي ذكرناه في الفصل السابق. (مروج الذهب ومعادن الجوهر ج2 ص138).
 
- ومن ذلك ما ذكره الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ) .. عن بعض أسماء إبليس فقال: ومن أسمائه الحارث والحكم وكنيته أبو مُرة .. وفي كتاب "ليس" لابن خالويه: كنيته أبو الكروبيين. (فتح الباري ج6 ص339) .
 
- وحينما بحثت في مسألة أن اسم ابليس وكُنيته (الحكم أبو مرة) لعلي أجد في الشريعة ما يدل على ذلك .. فلم أجد رواية منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أشار فيها إلى أن اسم إبليس كان (الحكم) أو أن كُنية إبليس هي (أبو مرة) قبل أن يتم طرده من السماء .. ولم أجد خلال بحثي أي حديث صحيح ولا ضعيف ولا حتى مكذوب على النبي ..!! وإنما مجرد قيل وقيل ..!!
 
- أولا: بخصوص بطلان أن يكون اسم (الحكم) هو من أسماء الشيطان ..
- فهذا شيء غريب جدا أن يجعل أحد من أسماء الشيطان أن اسمه (الحكم) ..!! كيف يقال عن الشيطان أن اسمه (الحكم) .. وننسب للشيطان ما هو لله إذ أن من أسماء الله (الحكم العدل) ..؟!!
 
- أم عن كُنية الشيطان (بأبي مرة) .. فهذا أيضا لا يصح قوله أن هذا كان كُنية إبليس .. لأن الجد السابع للنبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه (مرة بن كعب) وبعض الصحابة والتابعين كان يكني بأبي مرة .. مثل (أبو مرة الطائفي) قال عنه بن الأثير في أسد الغابة بترجمة رقم6241: (أبو مرة الطائفي ذكره الحضرمي في الصحابة) .. ومن التابعين (يزِيد أَبُو مرّة مولى عقيل وَيُقَال مولى أم هانىء بنت أبي طَالب) وهو من ثقات التابعين .. فهل أمثال هؤلاء لم يكونوا يعلمون أن هذه الكُنية التي ينادون بها أنها كُنية الشيطان ولم ينتبهوا لذلك ؟!!
- بكل تأكيد .. لا ..
 
- يبقى ليه ننشر بين المؤمنين كلام عن الشيطان .. ولا وجود له في عقيدتنا ؟!!
 
#- ثانيا: من أين أتت معلومة أن اسم (الحكم) من أسماء الشيطان ؟
- وجدت رواية تفسيرية .. لعل البعض ظن منها هذا الاسم .. وهذه هي الروايات ..
 
- (أثر تفسيري فاسد جدا ومتن مكذوب) .. قال أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ): حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الخلّال، قال: حدثني سُنَيد بن داود، قال: حدثنا هُشَيم، قال: أخبرَنا عبد الرحمن بن يحيى عن موسى بن نُمَير وعثمان بن سعيد بن كامل، عن سعد بن مسعود، قال: (كانت الملائكة تقاتل الجن فسُبِي إبليس، وكان صغيرًا، وكان مع الملائكة يتعبد معهم، فلما أُمروا أن يسجدوا لآدم سجدوا، وأبي إبليس، فلذلك قال الله عزّ وجلّ: {إلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ}) ..
- وقد قيل: (إن سببَ هلاكه كان من أجل أنّ الأرضَ كان فيها قبل آدم الجنّ؛ فبعث الله إبليسَ قاضيًا يقضِي بينهم، فلم يزل يقضي بينهم بالحق ألف سنة حتى سمي حَكَمًا، وسمّاه الله به، وأوحى إليه اسمه، فعند ذلك دخله الكبر، فتعظّم وتكبّر، وألقى بين الذين كان الله بعثه إليهم حَكَمًا البأسَ والعداوة والبغضاء، فاقتتلوا عند ذلك في الأرض ألْفَي سنة فيما زعموا؛ حتى إن خيولهم تخوض في دمائهم، قالوا: وذلك قول الله تبارك وتعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}؛ وقول الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}! فبعث الله تعالى عند ذلك نارًا فأحرقتهم. قالوا: فلما رأى إبليس ما نزل بقومه من العذاب عرَج إلى السماء، فأقام عند الملائكة يعبد الله في السماء مجتهدًا لم يعبده شيء من خلقه مثل عبادته، فلم يزل مجتهدًا في العبادة حتى خلق الله آدم، فكان من أمره ومعصيته ربّه ما كان) ذكره الطبري في تاريخه ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لا أعلم في قول أبو جعفر الطبري (وقد قيل) هل هذا مجرد قول ذكره الطبري .. أم أنه مرتبط بالسند الذي قبله ..!!
- فلو كان مجرد رأي تفسيري ذكره الطبري .. فهو رأي فاسد جدا ولا دليل عليه ..
 
2- والذي يغلب على ظني أنه مرتبط بالسند الذي في الرواية قبله وكأن (سعد بن مسعود لازال يحكي آراء تفسيريه سمعها) والله أعلم ..
 
3- ولو كان رأي تفسيري مرتبط بالسند الأول فهو رأي أراه مكذوب على (سعد بن مسعود) .. لأن هذا السند فيه (علي بن الحسن) لم أعرفه تحديدا .. (وأبو النصر الخلال) مجهول .. (وسُنيد بد داود) ضعيف الحديث .. (وعبد الرحمن بن يحيى الصدفي) لينه الإمام أحمد كما قال الذهبي في ذيل الضعفاء .. (وموسى بن نمير) مجهول .. (وعثمان بن سعيد) مجهول .. (وسعد بن مسعود) قيل أنه صحابي ..!!
 
#- فماذا تبقى في السند غير أن نقول أنه سند تالف جدا .. فضلا عن أن المتن لا أشك في كونه مكذوب على (سعد بن مسعود) لكثرة هؤلاء المجاهيل فضلا عن غرابة المتن التي من الصعب تصديقها .. فضلا عن غرابة المعلومة الغيبية التي لا نعرف عمن أخذها ..!!

#- ثالثا: هل يوجد في كلام الله أو كلام رسول الله أن إبليس كان من الملائكة الكروبيين ؟!!
1- كما سبق في بداية الإجابة على سؤالنا .. ووجدنا أن الإمام بن حجر ذكر أن (بن خالوية) قال أن إبليس كُنيته (أبو الكروبيين) .. وهذا من وجهة نظري (كُنية خاطئة جدا) .. وإلا افترضنا أن لفظ (أبو) أن الملائكة مخلوقة منه أو انه رئيسهم .. وهو لا هذا ولا ذاك .. فكيف تصح هذه الكُنية ..؟!!
 
- علما بأن الملائكة الكروبيين .. هم سادة ورؤساء الملائكة من الطبقة العليا السماوية .. كجبريل وإسرافيل عليهما السلام .. وكلمة (كروبيون) مفردها (كروبي) أي قريب .. كما قال بعض العلماء ..
 
2- لا يوجد أن إبليس كان من الكروبيين العلويين أي كتاب إسلامي .. ولكن تم وصفه بأنه كان خازنا للجنة وله سلطة (وهذه خرافة أصلا) .. ولم أجد خلال بحثي أنه تم نسبه إبليس إلى الملائكة الكروبيين .. في أي رواية لها إسناد .. سواء أتت بطريق صحيح او ضعيف أو حتى مكذوب سواء منسوبة للنبي أو صحابي أو تابعي ..!!
 
3- واعلم أخي الحبيب .. جاء في كتب التراث الإسلامي وصف الكروبيين لصنف من الملائكة العلوية الذين يحملون العرش أو يحيطون بالعرش .. ولكن هذه روايات لم يقل بها النبي .. وإنما قيلت عن بعض الصحابة وفي أسانيدها كلام يضعفها .. ولم أجد فيها ما يصح .. حتى ما رواه الحاكم وصححه الذهبي فهو غير صحيح .. وحتى لو صح شيء فهو ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويجب أن تعلم ذلك كمسلم أنه لا يوجد توصيف للملائكة بكونها كروبيين .. وإنما هو مجرد ظن أو اصطلاح يدل على علو مكانة فئة من الملائكة ولكن لا يقال عليه أنه مذكور في كلام الله ورسوله ..
 
- والآن نقول: من أين أتى الصحابة او التابعين بهذه المعلومات السماوية الغيبية إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها ولم تبلغنا عنه لا بسند صحيح ولا ضعيف ..!!
 
#- والإجابة تكون على طريقين:
- الأول: أن الرواية لها حكم المرفوع .. أي عرفوها من النبي ولكن لم يقول الصحابي بذلك ..!!
- (وهذا كلام غير معقول في معتقدات غيبية) ..!!
 
- الثاني: أن الرواية في الخبر الغيبي يكون له حكم الإسرائليات .. أي تم نقلها عن معتقدات أخذوها من أهل الكتاب الذين آمنوا في عصرهم .. وهذا ما سنبحثه في السطور التالية ..
 
#- رابعا: هل يوجد بالكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ما يشير إلى أن اسم إبليس كان (الحكم) أو كنيته (أبو مرة) وأنه من (الكروبيين) ؟!
- حسب بحثي المحدود .. لا يوجد ما يشير في كلام الكتاب المقدس لليهود والنصارى على أن اسم (الحكم) كان من أسماء الشيطان .. ولا أن كنتيه أبو مرة ..
 
- ولكن يوجد دلالة إشارية على أن الشيطان كان (ملآن حكمة) أي ذو معرفة خاصة .. لأنه كان من رؤساء الملائكة كما في عقيدة أهل الكتاب .. ونجد في كتاب التوراة الموجود حاليا ما يشير لجزئية (ملآن حكمه) .. وأنه من رتبة الكروبيين الذين كانوا على خزائن كل شيء..
 
#- فقد جاء في بعض النصوص التوراتية الحالية عن بعض أوصاف الشيطان: (قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ) "سفر حزقيال:11-15".
 
#- ومن تفسير بعض الألفاظ في النصوص السابقة كما جاء في الموسوعة الكنيسية - كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة - في تفسير سفر حزقيال الاصحاح رقم (28):
أ- ويصف الشيطان بأنه:
- خاتم الكمال: إن الله خلق الشيطان ملاكًا عظيمًا من رتبة الكاروبيم الكاملين في صفاتهم، إذ يمثلون العدل الإلهي، فهو ختم لله، أي صورة واضحة له في كماله. وكان قريبًا من العرش الإلهي، فالله أعطاه بوفرة عندما خلقه ليتمتع بعشرة الله.
 
- ملآن حكمة: لأنه رئيس في رتبة الكاروبيم المملوئين أعينًا، أي معرفة وحكمة.
 
- كامل الجمال: ملأه الله من فضائل كثيرة بالإضافة للحكمة، فكان كاملًا في جماله الروحي.
 
ب- ثم تقول الموسوعة: يذكر الله الشيطان بأنه خلقه قبل الإنسان، ورأى العالم عندما خلق وفى جنة عدن، كان قائمًا مغطى ومتزينًا بالفضائل كستارة له. وذكر له عشرة فضائل في شكل تسعة أحجار كريمة، وذهب. وعدد عشرة يرمز للكمال، أي أنه كان متمتعًا بفضائل الله التي وهبها له.
 
ج- ثم تقول الموسوعة: وكانت هذه الفضائل متكاملة في صياغة جميلة؛ ليستطيع هذا الكاروبيم أن يقود غيره من الملائكة، وكذا الإنسان في تسبيح الله والتمتع بحضرته.
 
د- وكلمة عدن تعنى بهجة .. فالشيطان كان كاروبًا عظيمًا يحيا في فرح وتسبيح في الجنة قبل سقوطه. (نقلا من موقع الانبا تكلا على الإنترنت).
 
#- ومعنى الكروبيم أو المنطوق في العربية (الكروبيون) .. فيقول الموقع الإلكتروني للأنبا تكلا نقلا عن قاموس الكتاب المقدس تحت كلمة (ملائكة كروب  - كاروبيم – شاروبيم):
- أنهم ملائكة يرسلون من قبل الله أو يقيمون في حضرته تعالى، أقامهم الله على أبواب جنة عدن عندما طرد أدم وحواء منها (تك 3: 24) ويقال عنهم أنهم ذوو جناحين.
- وفي مكان آخر قالوا: وقد رأى حزقيال الكروبيم في رؤياه عند نهر كبار، ولكل أربعة أوجه وأربعة أجنحة (حز 10؛ قارنه مع 9: 3). (نقلا من موقع الأنبا تكلا).
 
#- في مقال للدكتور أمير فهمي زخاري .. نشره موقع الأقباط يتحدون .. تحت عنوان (تأثر الألفاظ الدينية بالهيروغليفية.. الشاروبيم فى الديانة المسيحية) بتاريخ 10/أكتوبر/2022 .. وجاء فيه:
- الشاروبيم أو الكاروبيم بالقبطية "كاروبيم" .. ومفرده "كاروب" .. وهم صف من الملائكة في الديانة المسيحية..
- وأصل الكلمة مصري قديم "كا- رع - أب" ..، وهى مركبه من "كا" بمعنى (شخص، شكل) ..، ومن "رع" بمعنى (الشمس أو الله) ..، ومن "أب" بمعنى (السماء أو العلو) ..، فيكون معنى كلمه شاروبيم هو (شكل الله في السماء).
- ومعنى (الكاروبيم) : هو القرب في العبرانية، ولم يزل معنى القرب في هذه المادة في العربية .. ففي القاموس " قاربه" وبالتالي فإن الكاروبيم من الملائكة المقربين .. وهو في الفارسية بمعـنى (الحارس).
- وقد ورد لفظ الكاروبيم في الكتاب المقدس أربعاً وثلاثين مـرة .. كلـها في أسـفار العهـد القديم (التوراة) ومرةً في العهد الجديد (الانجيل).
- أما أهم أعمال هذه الملائكة في سفر التكوين .. فهو حراسة طريق شجرة الحياة، أو حراسة الجنة كي لا يعود لها الإنسان، (تكوين ٣: ٢٤) (فَطَرد الإِنسانَ وأقَام شرقي جنة عدن الْكَـروبِيم ولَهِيـب سـيف متقَلِّبٍ لحراسة طَرِيقِ شجرة الْحياة).
- وفي حزقيال وظيفة الكروبيم هي تنفيذ أوامر الله .. الشيطان كان من طغمة الكاروبيم .. قيل أنه (الكاروب المنبسط المظلل) (حز 28: 14) وأيضاً (الكاروب المظلل) (حز28: 16). (انتهى النقل من المقال).
 
- قوله (طغمة): أي من درجة أو رتبة أو فرقة أو مجموعة من الملائكة التي توصف بكونها من الكروبيين والتي مفردها (كاروب) في نص التوراة.
 
#- وخلاصة القول أخي الحبيب:
1- أن ما قاله بعض العلماء عن أن اسم (الحكم) من أسماء إبليس .. وأن كنيته (أبو مرة) أو كنيته (أبو الكروبيين) .. إنما هو خرافة لا يصح أن يتم نسبتها للشيطان إبليس بأي حال من الأحوال .. ولا دليل على ذلك من كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ولم أجده في كلام صحابي ولا تابعي إلا مجرد رأي تفسيري بلا سند ذكره الطبري في تاريخه وهذا على افتراض أن هذه الرواية التفسيرية ليست بسند الرواية التي كانت تسبقها كما ذكرت لك وأشرت لذلك ..
 
2- فمما سبق تبين لك بوضوح أخي الحبيب .. أن من قال بان الشيطان كان اسمه (الحكم) أو كنيته (أبو مرة) أو كنيته (أبو الكروبيين) .. فهي مجرد خرافة يتم كتابتها في كتب التراث مثل كتب التفاسير القديمة ..!!
 
3- واعلم أخي الحبيب .. أن سبب اختياري لما نقله الإمام بن حجر العسقلاني في بداية السؤال .. ثم التعقيب عليه من حيث قوله أن ابليس اسمه الحكم وكنيته أبو مرة ونقل قول بن خالويه أن كنية إبليس أبو الكروبيين .. وبالرغم من أنه كلام متداول في الكتب التراثية من قبل بن حجر بأكثر من أربعمائة سنة .. ولكن ستجد أخي الحبيب أن بعض الفئات ممن يعيش معنا يحلو لهم فقط نشر كلام بن حجر العسقلاني في كتبهم أو على الإنترنت .. وكأنه يظن أن بن حجر صاحب هذا الرأي .. أو كأنه معتقد شرعي معتمد لأن بن حجر ذكره في كتابه فتح الباري ..!! وكلا الأمرين باطل أصلا .. لأن بن حجر ذكره كمعلومة متداولة عند السابقين ولعله لم يخطر بباله أن يحققها ..!!
 
4- فلا تخضع أخي الحبيب لما يكتبه لك البعض في الكتب أو على الإنترنت .. ويقول لك ليوهمك بصحة ما يكتبه فيقول لك: جاء في كتب السلف في معتقد معين كذا وكذا خاصة فيما يتعلق بالجن والملائكة .. لا .. لا تصدق إلا بدليل من كلام الله وصحيح كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإلا فهو كلام باطل ولا تقبله في دينك ولا في تسمح به ..
- والله أعلم .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 20 تعليقًا:

  1. اللهم بروح من عندك أيّدنا
    ومن علمك المكنون علمنا
    وعلى دينك الذي ارتضيته ثبتنا
    واجعلنا من اهل الحسنى وزيادة
    امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات في كل زمان ومكان يارب العالمين ..

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

    ردحذف
  3. يارب بكل خير يارب

    ردحذف
  4. هذا هو الخبر.. ما استاثرنى ليس اختيار فوزى الكركرى.. وليس ردوده التى تنم عن عدم معرفة مدى تطور الذكاء الإصطناعى.. وليس انه المحاضرة بدعوة من جامعة شيكاغو الأميركية..

    ما استثارنى حقا هو أسئلة المحاضر

    كان بعض الأسئلة ملخصها كالتالى:
    - ما الفرق بين العارف بالله وبين الذكاء الإصطناعى, فالذكاء الإصطناعى ممكن ان تسأله فيجيبك ويؤلف لك أشعارا فى الحب الإلهى

    - لماذا لا يحل الذكاء الإصطناعى محل الشيخ المربى

    - فى معرض كلام الكركرى على الجسد والروح والقلب, سؤل انه عند تبرع إنسان بأحد أعضائه لإنسان آخر, يبقى عقل الإنسان كما هو ولا يفرق..

    - استثارنى أيضا معرفة المحاور بالصوفية أكثر من كثير من الصوفيه نفسهم.. هما مش بس دارسينا هما حافظين وعاجنين وخابزين دماغنا كصوفية.. وعارفين مشايخنا ومشاربنا وبيتكلموا بألسنتنا وليسوا من جلدتنا

    شغل مؤسسات مش أفراد

    المهم.. الأسئلة يستنتج منها والله أعلم أن هؤلاء القوم بيحضروا إله للمسلمين.. هذا الإله قائم على الذكاء الإصطناعى.. مش بس للمسلمين , بل أعتقد لكل الأديان بمذاهبها والله أعلم

    المحاضرة مسجلة فى الرابط التالى.. والتسجيل به مقاطع كثيرة فيها تهنيج

    https://www.youtube.com/watch?v=ACKwj_R4X_g

    ردحذف
    الردود
    1. الكريم مجد،
      تحيّاتي لك ولجميع أهلنا بالمدوّنة، وإنّي أبتهل إلى الله تعالى بأن يجازي أستاذي والحبيب إلى قلبي الأستاذ خالد أبو عوف، صاحب الفضل الأوّل، بعد الله، في أن دلّني على طريقه سبحانه وأن عرّفني معنى طلب الله بحق، أبتهل إليه سبحانه أن يبارك فيه وفي أولاده وأن يرفع قدره مع الصديقين، وأن يكتبه أمّة لوحده، وأن يرحم والديه برحمة عباده الصدّيقين ويقرّ عينيهما بجوار النبيّ الأمين، صلى الله عليه وسلّم، وأن يبارك في مدوّنتنا، فنحن أهلها وأصحابها نذود عنها عقيدةَ من يذود على أحد حمى الدّين، وأسأله سبحانه أن يبارك فينا جميعا ويوفّقنا فنتحابّ فيه، وأن يشرح صدورنا للحق وأهله، وأن يبغّض إلينا الزّيغ وأهله، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يحيينا ويميتنا راضين طيّبين مطمئنّين مرضيين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين، بجاه سيّد الأنبياء والمرسلين.

      أمّا بعد،
      أخي الكريم مجد، أحببت أن أٌبيّن إبتداءً أنّه عندما نقول أنّ جامعة كذا استدعت فلان فلابدّ حينها من تمييز شيئ مهم جدّا، وهو هل أنّ الإستدعاء حصل باسم الجامعة حتّى يأتي فلان ويحاضر بعلمه وسط الطلّاب والمختصّين من الأساتذه في هذا المجال أم أنّ الإستدعاء تمّ بطلب من أحد أو بعض المنتسبين إلى الجامعة، سواء طالب أو أستاذ (بشكل فردي وليس بطلب من مخبر البحث في أغلب الأحوال) ليقيم محاضرة عامّة مفتوحة للعموم يحضرها الجميع وتكون بمثابة محاضرة ثقافيّة، فالشيخ موضوع الفيديو بكلّ تأكيد تمّ استدعاؤه بالصيغة الثانية، وليس كمختص يحاضر على المختصين، وأيّ شخص منتسب لتلك الجامعة بامكانه حجز قاعة ومن ثمّ يستدعيك أنت يا مجد لتحاضر فيما تريد أن تحاضر فيه من المواضيع ذات البال عندك، فانتبه يا مجد ولا تغتر بالألقاب وبالرّيش المنفوش لمريديه، وبالمناسبة منهم ابن بلدي وقد حضرني لكثرة أسئلتي على ما يشاركه بخصوصهم.

      أعود لأقول أنّ من مريديه من هو جاهل قد تمّ تضليله، ومنهم من هو مساهم في تضليل النّاس بمزيد النّفخ بالباطل في صورة شيخه عند مريديه الآخرين ليظلّهم، فهذا الشخص يعلم جيّدا أن شيخه ذهب ليس بوصفه عالما يحاضر علماء أو حتّى طلبة علم مختصين ذلك المجال، لا ، وهو يعلم أيضا أنّه لم يتمّ إستدعاؤه من مخبر من المخابر هنالك، فهكذا هي الإستدعاءات العلمية، ولكنّه أراد أن يدلّس على النّاس ليبهرهم بمكانة شيخه العلمية المرموقة أين ذاع صيتها، ولكن، ليت شعري، لماذا لم ينفعه النور الذّي يراه كلّ من عاهد شيخهم أوّ مرّة فيتّقي الله فلا يكذب على النّاس؟ أيّة طريقة هذه التّي تربّي على الكذب وتتصدّر بالكذب، وتتزيّن بالباطل وتحب أن تحمد بما ليس فيها؟ فهل علمت أيّة طريق يسلكها القوم؟
      الطّبول كثيرة والبهرج كبير ولا ينجو إلّا ذو قلب بصير، جعلنا الله أجمعين منهم يا رب العالمين.

      الفرق بين حضور العلماء وعامّة النّاس يا مجد في الجامعات للمحاضرة على النّاس يمكنني تقريبه بالتّفريق بين أستاذ أصول الفقه مثلا ( أو أيّ علم من العلوم ) وهو يحاضر طلبته أو يحاضر في ندوة علميّة أمام بعض الباحثين الأصوليين وبين خطيب جمعة يحاضر على عموم النّاس، فالأوّل مختصّ يخاطب مختصّين، والثّاني مثقّف، وليس باحثا - وعلى فكرة الأستاذ خالد أبو عوف هو باحث في التصوّف بالمعنى الدّقيق للكلمة - قلت إذن هو مثقّف يخاطب عموم النّاس، ولا يمتنع طبعا أن يكون بينهم مختصّين؛ بهذا أرجو أن أكون قد وضّحت الفرق في الزّيارات الجامعيّة، فاحذر من المسمّيات يا مجد والألقاب.

      أخيرا،
      سأحاول أن أقرّب مفهوم الذّكاء الإصطناعي لمن يريد بعض الفكرة عنه تحت تعليقك أدناه، فلعلّي بذلك أساهم في توضيح جزء من الصّورة لدى بعض أهلنا هنا.

      تحيّاتي

      حذف
    2. تمام
      عاوزين توضيح عن الذكاء الإصطناعي =عشان نفهم.
      لأن
      الإعلام شغال بتضخيم الموضوع.
      عاوز
      أفهم بما أنك مختص وضح لنا
      تحياتي لك

      حذف
  5. وهل الذكاء الاصطناعي يخبرك عن سرك وأنت ساكت ؟

    حدث بالفعل.. تكنولوجيا خارقة تقرأ أفكارك وتترجمها إلى كلمات

    يزداد التطور التكنولوجي يوما بعد يوم، إلا أنه وصل إلى مرحلة كان البشر يعدونها منذ زمن قريب خيالا علميا، وهذا بالتحديد ما حدث مع الابتكار الذي توصل له علماء، بعد أن أصبحوا قادرين على "قراءة الأفكار وتحويلها إلى كلمات".

    وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، يمكن لكمبيوتر مطور حديثا قراءة أفكار الشخص وترجمتها إلى جمل كاملة، وفقا لتقرير نُشر الإثنين في صحيفة "ناتشر نيوروساينس" البريطانية العلمية.

    وقال الباحثون إن جهاز "فك التشفير" تم تطويره لقراءة نشاط دماغ الشخص، وترجمة ما يريد قوله إلى لغة مفهومة.


    تصريحات كبير مؤلفي الدراسة جيري تانغ، من جامعة تكساس في أوستن، التي نشرتها وكالة "يونايتد برس إنترناشونال":

    • "نأمل أن تساعد هذه التكنولوجيا الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام بسبب إصابات، مثل السكتات الدماغية".

    • "شغلنا وحدة فك التشفير الخاصة بنا على استجابات الدماغ، وطلبنا من شخص أن يتخيل أنه يسرد القصص أو يقدم الردود، بينما كان يشاهد أفلاما صامتة".

    • "وجدنا أن وحدة فك التشفير قادرة على استعادة جوهر ما كان المستخدم يتخيله أو يراه، وترجمته".

    وحسب الباحثين، فإن جهاز فك التشفير قادر على التقاط ما يفكر فيه الشخص، وإن لم يكن دائما بكلمات دقيقة.

    فعلى سبيل المثال، ترجم الجهاز فكرة: "ليس لديّ رخصة قيادة بعد"، إلى كلمات: "لم أبدأ في تعلم القيادة بعد".

    وأوضح تانغ أن التكنولوجيا ليست في المرحلة التي يمكن استخدامها مع أي شخص، إذ تطلب تطوير البرنامج استخدامه ما لا يقل عن 16 ساعة على كل من الأشخاص الثلاثة المشاركين في البحث.

    كما لفت إلى أن "قراءات الدماغ الخاصة بشخص لا يمكن تطبيقها على شخص آخر، وأن الفحص الفعلي يتضمن أيضا تعاون الشخص، ويمكن تشويشه من خلال المهام العقلية البسيطة التي تحرف تركيز المشارك".

    وأثارت هذه التكنولوجيا مخاوف بشأن "الخصوصية العقلية" الخاصة بالأشخاص وما يفكرون به، مما دفع تانع وفريقه للتحرك لإصدار تحذير بشأنها.

    وقال تانغ: "يمكن أن يتغير كل هذا مع تحسن التكنولوجيا، لذلك نعتقد أنه من المهم مواصلة البحث عن الآثار المترتبة على الخصوصية لفك تشفير الدماغ، وسن سياسات تحمي الخصوصية العقلية لكل شخص".

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا مجدّدا،

      كبداية لعلّه من المهم التّذكير بأنّ الانبهار بشيئ ما يجعل الواحد منّا لا يقف على الحياد أبدا، لذلك، لا تنبهر، خُذ نفَسَكَ، ثمّ خذ مسافة ينتفي معها الانبهار ويبدأ العقل فيها بفهم ما يجري، ثمّ احكم حكما ترضاه بعد بعض التّمحيص، ولكن اجعله حكما دائما قابلا للتّغيير عند حدوث علم أعمق، سواء تغيير نحو مزيد الترسيخ أو نحو الرّجوع عن القناعة.

      ســـــــــــــــــــــــــــــــؤال:
      مــــــــــــــــــــــــا هو الذّكــــــــــــــــاء الإصطنــــاعي ( وليس الصّناعي، ولعلّ أُخطئ فيها عند عدم التروّي في الكتابة كعادتي)

      تجنّبا لأيّ تعقيد لا داعي له، أقول أنّنا كبشر عندما كنّا صغارا لم نكن نعلم مثلا أنّ النّار تحرق، ولكن بالملاحظة والتجريب إكتسبنا الخبرة عن ماهيّة النّار، فتعلّمنا؛ نفس الشيئ يحصل لنا عندما نتعلّم أيّ شيئ آخر، ولنقل مثلا أيضا حتّى عند كلامنا مع الحيوانات ومناداتنا لهم عندما نريد إطعامهم، أليس نناديهم بكلمات يعرفون منها أنّهم سيأكلون؟ بالطّبع نعم، ولكن ذلك تمّ لأنّ الحيوانات تعلّمت بالتّدريب ما الذّي نريده بهذه الكلمات منها، إذن السّؤال الآن: هل يمكن للجماد أن يتعلّم هو أيضا؟

      الجواب يقولّ أنّه من الممكن كتابة خوارزميّات وتزويدها بمعلومات فتتعلّم الآلة صاحبة هذه الخوارزميّات بكلّ بساطة، حقّا؟ تابع معي.

      تصوّر أنّنا نتتبّع معلومات عن الطّقس مثلا، كاتجاه الرّيح وسرعتها، ونسجّل آخر كلّ يوم نتيجة تلك الأرصاد، كنزول أمطار هنا أو هناك، أو حدوث عواصف أو غيرها ممّا لاحظناه كلّ آخر يوم، وذلك مثلا طيلة مائة سنة، ثمّ تصوّر أنّنا اليوم نسجّل معلومات معيّنة عن حالة طقس اليوم، ولنقل تذهب أنت للأرشيفالذّي تتبّعنا فيه حالة الطقس عندنا وتقارن النّتائج، فهل تُراك تعجز عن تقدير ما سيحصل اليوم بصفة قريبة جدّا ممّا قد يحصل؟ هذا ما يحصل مع الذّكاء الاصطناعي بحذافيره، والفرق فقط هو أنّ المتعلِّم هو آلة.

      نرمز بالآلة أو الروبوت ( ليس بالضرورة روبوت على شكل بشر، ففي البرورصات العالمية يسمّون روبوتات حواسيبهم بعد أن يتم برمجتها للتداول) لما تمّ برمجته بكتابة خوارزميّة معيّنة له، هذه الآلة أو فلنقل الحاسوب، هذا الحاسوب بعد أن كتبنا له خوارزميّة معقّدة جدّا، أساسها علم الإحصاء، نزوّده بذلك الأرشيف من المعلومات القديمة التّي نعرفها، ولكن هي معلومات ضخمة جدّا جدّا، ولذلك يُصطلح عليها باسم الـ Big Data، نزوّده بها، فالذّي تقوم به خوارزميّتنا هي أنّها تدخل جميع المعطيات عندها، وبالتّالي تتذكّرها، بعكس الإنسان الذّي لن يتذّكر معلومات مدوّنة في مليارات الكيلومترات من الصّفحات، ومن ثمّة تختار لنا الذّي يوافق إختياراتنا، وسأضرب بعض الأمثلة لتوضيخ الغامض في كلامي.

      1- المثــــــــــــــــــــــــــــــــال الأوّل:
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      فريق كرة قدم يطلب منك أن تنصحه في أن يشتري لاعبا ما، لخطّة هجوميّة معيّنة، وذلك لأنّه سيبيع لاعبا معيّنا ولا يريد أن يترك مكانه لشخص ليس بقريب منه في مؤهّلات اللعب.
      الذّي سيفعله كلّ مهتمّ بالذّكاء الاصطناعي، مهتم وليس حتى بمختص، هو أنّه سيأخذ كلّ بيانات اللّاعب الذّي تمّ بيعه، وبياناته مثلا هي مكان لعبه بالميدان، قدرته على الجري مطوّلا، مكان تمريراته للكرة، استعمالاته في التسديد لرجله اليمنى واليسرى ورأسه، الضربات التي تعرّض لها أثناء جميع مواسم لعبه، ما الذي يفعله عندما يتم تضييق الخناق عليه، إلخ... كلّ هذه المعطيات يتم إدخالها للبرنامج، وهي قليلة جدّا، ولكن الذكاء الاصطناعي سيتدخّل هنا، أعني سيتدخّل عندما نظيف معطيات جميع الاّعبين في العالم الذين لازالوا يلعبون، والذي نفعله هو ان نكتب خوارزمية نطلب منها تحديد اللاعبين الأقرب شبها للاعب الذي تم بيعه - وهذا لن يقدر عليه مدرب لأنّه عليه أن يشاهد مئات السنين وقتا يضعه ليرى جميع اللاعبين، ثم أيضا عليه أن يتذكّر ليقرّر أيّ اللاعبين أقرب له - قلنا إذن أنّ النتيجة الخوارزمية المكتوبة مع المعطيات التي تم ادخالها ستخرج لنا بالضرورة النتيجة المرجوّة تقريبيا، إذن الذّكاء الإصطناعي ليس أذكى من الإنسان، لا، ولكنّه أسرع وله قدرة على أن يتذكّر ليس إلا، فهو مكتوب من الإنسان أصلا فكيف يتجاوزه.

      حذف
    2. 2- المثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال الثاتي:
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      في أحد المستشفيات يتمّ تشخيص جميع أعراض مرض معيّن عند جميع المصابين، فلنقل مثلا أنّ كلّ مريض بمرض "م" يتم جمع جميع البيانات عنه، منذ بداية التّشخيص، فعندما يأتي شخص مريض بنفس المرض "م" يبحث المختصون عن أعراض أخرى عنده قد تكون موجودة عند بعض من لهم نفس مرضه، ولأنهم يعلمون مآلات بعض الإختلافات في الأعراض لنفس المرض، فانهم سينصحون المريض باتباع الحمية "ح" التي تبدو مجدية لمن لهم نفس أعراضه تقريبا ويحملون نفس المرض، فالذكاء الأصطناعي - أي علم بياتنات كبيرة + خوارزميات (ليس إلا ) - يعين الأطباء على النجاعة أكثر، وذلك لأن الأطباء من المستحيل أن يقرؤوا تقارير جميع المرضى حول العالم المتوفرة معلومات بخصوصهم، مستحيل، أما الذكاء الاصطناعي فيمكنه ذلك.
      3- المثــــــــــــــــــــــــــــال الثالت:
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      في البورصات العالميّة اليوم يستعملون الذّكاء الاصطناعي أيضا لتقريب معرفة السعر الذي سيتم التداول به لبضاعة ما، وذلك باعطاء معطيات اليوم، ولكن قبلها اعطاء جميع المعطيات المهمّة السابقة ( هذا لأني لم أذكر أنه يتم الفحص الاحصائي لتحديد ما اذا كانت هذه المعطيات السابقة مهمة لادخالها ام لا، لا داعي للتفاصيل فليس مجالها هنا).

      الآن وعَوْدا على ما تفضّلت به يا مجد، فأن يتم معرفة فيما نفكّر فهذا يتطلّب كثيرا من المعطيات الشخصيّة لخلايانا العصبيّة، فليس من السهل أبدا أنه عندما ترسل خلايانا هرمونا معينا نكون نحن البشر
      تحت نفس التّأثير فنستطيع تخزينه كمعلومات دقيقة قديمة للقياس عليها، لا، بل كلّنا مختلفون كثيرا جدّا، اللهم شخص ارتضى أن يدخل هو معلومات عنه هو، بصدق، وبتلقائية، عندها يسجلون ما لاحظوه لسنوات طوال خاصّة بهذا الشّخص بالذّات، وعندما يرون اليوم حالته مثلا فحينها يستطيعون أن يتوقّعوا تفكيره أو ردّ' فعله.

      تصوّر معي، أنّ ممثّلا يبكي في مشهد من المشاهد، فنزول الدموع من عينيه يثير حالة هرمونيىة معينة لديه في واقع الأمر لو كان حقيقيا هذا المشهد، كمن يحزن لفراق عزيز عليه، ولكن بما أن المشهد تمثيل فلن تتأثّر حالته النفسية كما في الحقيقة، بالتالي لو أخذوا المعطيات القياسية لضغطه ودقات قلبه ...إلخ التي هو فيها بصدد التمثيل و التي سيتم تدريب الخوارزمية عليها، ثمّ أدخلوا حالة حزنة على الحقيقة لما استطاعوا معرفة ردّة فعل جسمه، هذا في الجسم، أما في المخ فالأمر يظهر لي مستحيلا إلا كما قلت إن ارتضى الشخص ان يعطيهم واقعا وبصدق معطياته يا مجد، هذا رأي الشخصي طبعا.

      حلافا لما ذكرته أنا في المثال السابق، وتماشيا مع ما ذكرت أنت كمثال، أقول كيف يعرفون عندما يركبون يدا اصطناعية أن الشخص يريد تحريك اصبعه اليمين مثلا يا مجد؟ بكل بساطة أخي مجد يعرفون لأنّ جميع الأشخاص الذّين يريدون تحريك أصبع ما عندهم هم صادقون في ارادة تحريكه، لذلك نستطيع الحصول معهم على مخزون معطيات دقيقة تفيد في تعليك اليد كيفية التفاعل مع الأشارة المرسلة من الدّماغ، ولكن هل سنعطي نحن كبشر جميع ردّات فعلنا ولسنوات بكلّ أمانة ونرضى أن يفتحو كشفا ذكيا (ههههههه) علينا؟ لن أرضى شخصيا.
      نفس الشيئ للشات ج ب ت، فهم يدخلون له معطيات، وهو حسب سؤالك سيجيبك بطريقة أقرب ما يمكن لسؤال مشابه لسؤالك تم تدريبه عليه.

      إذن كخلاصة، الذّكاء الاصطناعي هو خوارزميات معقّدة مٌضاف إليها معلومات ضخمة سابقة يتعلّم منها الروبوت، وندخل لها المعطيات التي عندنا الآن فيجيبنا حسب الخبرة التي اكتسبها، لا غير.

      مع أنّي حاولت أن لا أخل بالمعنى العام عند التبسيط، فانّي أرجو أنه تمّ وضع هذا المصطلح في إطاره، لا أكثر وليس أقل أيضا.

      حذف
    3. طيب
      بعلم أحداث قبل يوم القيامة = علم الساعة
      بالأحاديث النبوية في علوم للدجال = بيكون يحي الموتى ويأمر السماء بالمطر = فتمطر.
      الآن
      في غازات يحشوها بحشوات إطلاق للسماء = فتعمل على تجميع السُحب = فينزل المطر.

      قصدي
      هل الذكاء الاصطناعي علم إنساني مئة بالمئة ، أو أن هناك دخل للدجال وإبليس بالموضوع ؟
      قصدي
      يوحون لجنودهما من الأنس بعلوم خارقة للطبيعة = عشان الناس تكفر أو يتزعزع إيمانها ؟

      حذف
    4. السلام عليكم ورحمة الله

      استسمح على هذا التدخل ..من أجل اثراء الموضوع ولمزيد من التفصيل والتوضيح في بعض النقط .. اولا لكي لا تختلط الامور على بعض الاخوة عند تناول موضوع الذكاء الاصطناعي .. يجب أولا ان نفرق بين الوعي والذكاء.. الذكاء كما هو معلوم هو فهم الامور والمسائل العلمية او غيرها بشكل سريع وهو شيء له آلية مفهومة وهو متعلق بالدماغ .. والاخ نزار قد اوضح هذه المسالة..

      واما الوعي فهو ان يكون الكائن مستشعرا وعارفا بما يحدث حوله من احداث وسلوك ومدركا لابعادها شرا اوخيرا بواسطة الفكر والاحاسيس.. وهو أمر مستحيل بالنسبة للروبوتات... لانه امر متعلق بالعقل والقلب معا .. وهذا شيء تفتقره الروبوتات او الآلات بصفة عامة بسبب انعدام المشاعر لديها..

      وذلك السلوك او التعبير الشعوري الذي راه بعض الاخوة.. والتي تقوم بها بعض الروبوتات مثل الضحك والانين والبكاء وغيرها هو تقليد اجوف ومحاكات فقط .. وفي جميع الاحوال وبعيدا عن التضخيم الاعلامي جميع الروبوتات او الآلات حتى التي يتم دمجها مع الذكاء الاصطناعي.. تفتقر إلى الاحاسيس والتمييز والرغبة والعمق كما هو موجود عند المخلوقات البيولوجية ..

      وكما تفضل الاخ نزار .. الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ليست اذكى من الإنسان بالمعنى الفعلي للكلمة.. ولايمكن ان تتجاوز الانسان حتى من هذه الناحية .. لانها تشتغلل في إطار نظام وبرنامج محدد بشكل مسبق معد من طرف الانسان ..وجل العمليات التي تقوم بها تكون من خلال خوارزميات وحسابات مبنية في الاصل على أوامر برمجية بلغة برمجة معينة أو أكثر مثل لغة الجافا والبايثون وغيرها ..ولن تتعدى هذا الإطار..

      وكل ما هنالك ان الروبوتات التي تم توضيفها ودمجها مع الذكاء الاصطناعي.. تم تزويدها بمعالجات قوية وسعة ذاكرة اكبر.. وذلك من أجل تخزين وجمع بيانات ومعلومات اكثر .. وتتميز هذه الروبوتات بسرعة في استحضار واستدعاء المعلومات مع القدرة على بناء استنتاجات واحتمالات جديدة ليست في نظامها الاصلي.. وتلك الاستنتاجات والحسابات والعمليات الجديدة التي يتوصل اليها الروبوت والتي ليست في نظامه الاصلي .. هي في الحقيقة استنتاجات وحسابات تتاثر بجودة البيانات والنماذج المقدمة من طرف العامل البشري ..

      وبالنسبة لمفهوم التعلم عند الروبوتات من خلال الذكاء الاصطناعي ..فلا يجب ان نفهمه بالمعنى الحرفي للكلمة.. لان التعلم عند الآلات يفتقر للوعي كما اشرت سابقا .. ومفهوم التعلم عند الروبوتات هو القدرة على جمع البيانات ومعالجتها وانتاج احتمالات وتنبؤات ممكنة بناءا على برنامج داخلي مستوحى من طريقة عمل الدماغ البشري في هذه الجزئية.. وهناك اختلاف بنيوي كبير بين عقل الانسان والنموذج الاصطناعي ..

      وهذه التقنية كما هي نعمة فقد تكون نقمة ايضا اذا تم استخدامها بشكل سيء ولم يتم ضبطها ومراقبتها..وهناك بعض الخبراء والعلماء منهم الاب الروحي لهذه التقنية حذروا بشدة من خطورة الثقة العمياء في الذكاء الاصطناعي .. خصوصا الروبوتات التي تعمل في المجال الطبي والمركبات ذاتية القيادة.. وشددوا على ضرورة الرقابة الشديدة والحيطة عند استخدام هذه التقنية في المجالات الحساسة.. لانها احيانا تصاب بعطل مفاجئ في النظام وتتوقف ..او قد تعطي معلومات خاطئة أو مضللة قد ينجم عنها اضرار جسيمة على الإنسان
      يتبع

      حذف
    5. اخي نزار اعتقد ان الانسان تجاوز الجن من الناحية العلمية والمعرفية .. وقد يتجاوز حتى الملائكة والله اعلم .. قال تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) سورة البقرة..

      العلوم المادية تدخل ايضا في إطار هذه الآية .. وما تعلمه واكتسبه وتوصل اليه الانسان من علوم مادية حتى الان والى ان يرث الله الارض وما عليها.. هي عطاءات ربانية..وهي من تجليات الاسماء كاسم الله العليم البديع المصور وغيرها .. لان الانسان في الحقيقة هو مظهر من مظاهر التجلي الرحماني .. وهو مثل جهاز استقبال فقط ان صح التعبير.. وبقدر الاستعداد والقابلية والتوجه يكون التجلي والعطاء .. قال تعالى: ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ) سورة الإسراء ( 20 ) ..

      والمقصود في هذه النقطة هو أن كل ما رأيناه من علوم مستحدثة كالفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واختراع السيارات والطائرات وغيرها.. وماسيكون في المستقبل هو من خلق الله في الاصل..والانسان هو موظف فقط وسبب..وهو كوعاء ورحم تنبثق وتتولد منه تلك العلوم كتعبير على معاني الاسماء ..و تظهر في عالم الامكان في صور واشكال مختلفة في كل زمان ومكان .. واكتساب تلك العلوم يكون من خلال التعلم والتلقين عن طريق الإلهام والقلم .. والانسان يعبر عن حقيقة ومعاني الاسماء وعظمة الله مثله مثل اي اية اخرى موجودة في الكون كالشمس والقمر والسماوات والموجودات الأخرى .. قال تعالى : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) الذاريات 21

      والحقيقة البينة والواضحة وضوح الشمس .. هي ان الانسان لايملك قوة ولا علما .. ولاموتا ولاحياتا .. ياتي الى هذه الدنيا لايملك شيئا ويغادرها وهو لايملك شيئا .. والفرق بينه وبين الموجودات الاخرى هو الادراك والوعي للحياة وبتلك القدرات التي أودعها الله فيه فقط.. وبمقتضى قوانين العالم السفلي وحكمة الابتلاء والامتحان اعطاه الله إمكانية نسبية في توجيه تلك القدرات نحو الشر اوالخير وذلك في دائرة المشيئة والإرادة الإلهية..
      يتبع

      حذف
    6. أخي الكريم مريد القرب،

      أتّفق معك في جلّ كلامك، و الحق كما ذكرتَ من أنّ الإنسان ليست إكتشافاته إلّا تجلّيات الله فيه، هو حق أخي مريد القرب، هو حقّ وربّ الكعبة.

      ولكن سأختلف معك في جزئيّة بسيطة لو تسمح بذلك، فانّي لا أستطيع أن أجزم بأنّ الإنسان قد تجاوز الجن من الناحية العلمية - نعم لعلّه تجاوزه في البعض منها ولكن ليست لي إمكانيّة التحقّق من ذلك - ولعلّه يتجاوز الملائكة في المعرفة آخر الزّمان.

      فالذّي أفهمه من الآية الكريمة أخي مريد القرب هو أنّ الله إستخلف في الإنسان كلّ العلوم، وهو يتجاوز بذلك الجن والملائكة، ولكن هل أخرج الإنسان كلّ العلوم الدّنيويّة التّي عنده اليوم وتجاوز بها علم الجن والملائكة؟ وهل وصل العارفون بالله أو البعض منهم لمعرفة إستخلفها الله فيهم في الأزل وتجاوزوا الملائكة؟ الحقيقة هذا يستوجب تدّخل أستاذنا الحبيب خالد ليفيدنا باجابة على السؤالين التاليين، وجزاك الله خير أخي مريد القرب على إثارة فضول هذه الأسئلة عندي:

      ========> يتبع سؤالين لأستاذنا الحبيب خالد.

      حذف
    7. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ثلاثة أسئلة للأستاذ خالد:
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

      1- تعلّمنا منكم أستاذي الحبيب أنّه كلّما صفى قلب الإنسان كلّما قويت إلهامات القرين الملائكي المصاحب له، فكيف نفهم معنى آية تعليم الأسماء لسيّدنا آدم التّي تدلّ على علم كامن فيه وفي ذريّته أكثر من الملائكة في علاقة بالمعرفة الإيمانية ؟ حيث أنّ المعرفة الإيمانية للإنسان أصلها ملائكي- أعني وسيطها ملائكي - والشّاهد من الآية كما أفهمه هو أنّ للإنسان معارف أكثر منها؟ فكيف يعلّمونه ما لا يعلمون (أعني المعارف التي لم يتعلموها في الأزل وتعلّمها آدم عليه السلام)؟

      فمن أين يأتي بالمعرفة الأخرى التي لا تعرفها الملائكة والتّي هي - بالضّرورة - ليست بواسطة من الملائكة؟ هل عندها تكون الإلهامات ربّانيّة دون واسطة وعندها تكون حالة الإرتقاء في الكمال الإنساني؟


      2- كيف نفهم وسائط بعض معارف سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم التّي لا تعلمها الملائكة وهو صلّى الله عليه وسلّم أكمل الكُمّل أجمعين؟ فلا ريب أنّ له من المعارف ما يتجاوز به معارف الملائكة، بدليل عدم تجاوز سيّدنا جبريل لسدرة المنتهى وتحاوزها هو صلى الله عليه وسلّم. فهل الوسائط هنا ربّانيّة مباشرة؟


      3- لعلّ العارفين بالله من الجنّ أيضا لهم ترقيّات روحية أو قلبيّة - فلنسمّها كيفما نسمّها - فهل وسائطهم في الإرتقاء القلبي - أو فلنقل المعرفي - ملائكيّة خالصة؟

      وبارك الله فيكم أستاذي الحبيب وفي علمكم ونفع بكم وفتح لكم وصالا مع سيّدي رسول صلى الله عليه وسلّم لا ينقطع، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

      حذف
    8. أخي الحبيب نزار ..
      بخصوص أسئلتك ..
      1- فعلا كلما قوي قلب المؤمن في العلاقة مع الله وزكت نفسه .. كلما زادت إلهامات الملائكة له .. وهذا ناتج عن حب الله للعبد .. لأن العبد يكون فيه من نورانية الحق .. ولذلك تنجذب له أنوار الحق وهم الملائكة .. وقد يعلمه الله من فضله على أيديهم ..

      - أما عن مسألة أن آدم عرف الأسماء كلها والملائكة لم تعرف .. فهذا ليس فيه خصوصية مطلقة لآدم على الملائكة .. ولكنه تفضيل وتشريف لآدم بميزة إعطاء مسميات للأشياء .. فكان آدم له خصوصية تجلي من اسم الله العليم بما لم تحظى به الملائكة ولا الجن .. وإن لهم تجلي من الله خاص بهم من كرامة تجلي الله عليهم باسمه العليم أيضا ولكن ليس كما آدم في هذه الجزئية ..

      #- ملحوظة: علما بأن الأسماء لا علاقة لها بالمعارف الإيمانية .. بل لها علاقة بقدرته على توصيف الأشياء واعطاء مسميات لها فيما ينفعه في سكن الأرض وعمارتها ..

      - أما المعارف الإيمانية فهي تلقينا من الله وواسطتها الملائكة .. وأحيانا تكون بلا واسطة .. كما كان موسى يسمع من ربه .. وكما سمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ربه ليلة المعراج ..

      2- لم أفهم مقصدك من سؤالك الثاني .. ولكن اجيب عليه من حيث ما أدركته من مرادك .. وهو أن سيدنا كان له وساطة روحانية وهم الملائكة .. وله وساطة كشفية للقلب والروح من حيث رؤيته للملكوت والجنة والنار وكذلك تلقين ربه له كما يظهر لك ذلك في الاحاديث القدسية .. وكان هناك وساطة جذب إلهي مباشر له كما كان في ليلة المعراج .. في حضرة الأحدية بعد أن شرفه برؤية الكمالات الواحدية في الوجود .. وشرفه بحضرة الأحدية هي الحضرة التي لم يصل لها مخلوق أبدا .. حيث لا حيث ولا جهة ولا مكان ولا زمان ولا مخلوق ..

      - ونقصد بالواحدية: تجليات الله بأسماءه في الوجود .. فلا يوجد غيره متجليا على الوجود .. لأنه القيوم المتصرف في شئون ملكه ..

      - والأحدية: هي حضرة الذات الإلهية التي لا يقربها مخلوق وإلا احترق .. ونقف على أن النبي رأى ربه نورا فقط كما بلغنا ..

      3- أما عن تلقي الجن المخلوق من النار للمعارف .. فهناك معارف هو مخلوق بها والتي تعينه على أسباب الحياة كما هو حال الإنسان .. وهناك معارف إيمانية يأخذونها من الرسل والأنبياء .. كما هو حال الإنس .. اما عن المعارف الإلهامية فقد يكون لهم أيضا مدد من الله من ملائكة خاصة بدعمهم ولا قدرة لهم على رؤيتها كما هو حال الإنس أيضا ..

      - وما ذكرته لك في جزئية الجن هو مجرد ظن مني مبني على فهم مسبق لنصوص شرعية .. ولكن الله أعلم بحقيقة الإلهام للجن ..

      - وأحد النصوص الشرعية التي بنيت عليها ظني هو قوله تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) الإسراء:20 ..
      - وبخصوص جزئية الملائكة .. قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) النازعات:5 .. فالملائكة المدبرة لأمر الله .. ليس هناك ادنى شك في أن يكون لها تدبير في شأن الجن أيضا .. كما هو حالها في عالم الوجود كله بما امرها الله به ..

      - والله أعلم في كل ما سبق ..
      ******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    9. زادكم الله من واسع علمه وعميم فضله وجزيل عطائه أستاذي الحبيب، وبارك فيكم وبارك لكم في عائلتكم وجميع من تحبّون، كما تحبّون، وبارك عليكم أجمعين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

      حذف
    10. اخي نزار الفاضل الامور الغيبية بصفة عامة لايمكن التحقق منها مئة في المئة .. الا اذا اعطي الانسان الاذن بذلك في بعض الحالات.. حتى ولو تحققت منها مئة في المئة وبدات تحكيها للناس فلن يصدقك احد هههه .. وهذا امر طبيعي لان الغيب يبقى غيب وحقيقته محجوبة عن أغلب البشر..

      وبخصوص جزئية تفوق الانس على الجن والملائكة معرفيا وعلميا .. انا ايضا لا اجزم في هذه المسألة.. وماكتبته بهذا الخصوص هو راي فقط .. واستنتاج مستنبط من خلال فهمي للاية التي ذكرتها ..وهو ايضا استنتاج مبني على معادلة عقلية وفكرة بسيطة .. واظن اني قد تعلمتها في هذه المدونة ..وهي فكرة التركيب البنيوي للكيان الانساني الذي يتشارك ويتشابه مع الجن في بعض الخصائص الروحانية والعقلية والنفسية .. ويتشابه مع الملائكة في البعد العقلي والروحي .. ويتميز عنهما بالبعد الجسدي والمادي..

      ومن خلال هذه الفكرة استنتجت ان الانسان بهذا التميز والخصوصية .. هو اكثر حظا في ادراك تجليات الرحمان من الناحية التي تكون ذات ابعاد مادية وجسدية..وهناك اسماء وصفات اخرى حتى في الامور الروحية لاتدرك الملائكة تجلياتها .. ويدركها الانسان مثل صفة التوبة.. فمثلا عندما يعصي الانسان ويخطئ في حق الله .. ثم يتجلى الله عليه باسم التواب .. ثم يتوب.. فالانسان هنا يكون له حظا اكثر في ادراك تجلي هذا الاسم ..والملائكه لاتعصي الله ولهذا لا يمكنها معرفة تجلي هذا الاسم تحقيقا..

      قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ومن خلال الاية نفهم ايضا أن الإنسان ليس متربعا فوق عرش المخلوقات ان صح التعبير .. لان الاية ليس فيها تعميم .. بسبب كلمة على( كثير) التي تفيد الاستثناء .. وهذا يدل على ان هناك مخلوقات افضل منا موجودة حاليا قد تكون معلومة لنا مثل الملائكة اوغيرها.. اوستكون في المستقبل من نوع اخر الله اعلم..
      قال تعالى: ( ويخلق مالا تعلمون ) وكلمة ( يخلق) في الاية هي مضارع دلالته تفيد زمن المستقبل ..وصيغىة الخطاب الذي جاءت به الاية ليس فيه تخصيص.. وهو عام يشمل العموم النوعي والزماني معا.. فحتى نحن في هذا الزمان لانعلم جميع انواع المخلوقات الموجودة في الكون المشهود والغيبي.. فقد تكون هناك عوالم اخرى في الكون فيها مالايحصى من المخلوقات الحية التي لم نسمع عنها ولايمكن حتى تخيلها الله اعلم ..

      حذف
    11. جزاك الله خيرا أخي الكريم مريد القرب وبارك فيك وزادك علما وفهما لهذه المشاركة الطيّبة منك هنا، ولجهدك ووقتك وتحليلك العقلاني، أحسن الله إليك إحسان عباده الصديقين، أنت وأستاذنا الحبيب وأهل المدوّنة أجمعين، اللهم آمين آمين آمين يا رب العالمين.

      حذف
    12. تتمة لتعليقاتي السابقة

      وتلك القدرات الممنوحة للانسان كالقوة والإرادة والعلم لايصح ان ننسبها لانفسنا على سبيل الحقيقة.. لاننا لانملكها بشكل كامل وفعلي .. فمثلا عندما نقول ان الشمس او القمر يملكان ضياءا ونورا او طاقة فنحن نقول ذلك على سبيل المجاز فقط.. وأغلب المسلمين عندما يقولون ان فلانا يملك المال والجاه او الاولاد وغير ذلك من الارزاق المعروفة .. فهم يقولون ذلك على سبيل المجاز فقط لانهم يعلمون يقينا ان المال هو مال الله ورزقه يرزقه ويؤتيه من يشاء .. وهو امانة فقط.. ويقولون ذلك احيانا ويذكرونه بشكل عادي في محادثاتهم وبكل أريحية وثقة وبدون حرج ..لانهم مدركون لهذه الحقيقة في هذه الجزئية ..وهذا هو المنطق الايماني السليم ..ولكن في المقابل اذا نظرنا الى مسألة المال بمنطق غير المسلم والملحد سوف نرى عكس ذلك .. فهم يعتبرون ان المال والمعاملات المالية هو تطور واختراع بشري في حقبة زمنية معينة اقتضتها الضرورة ويقفون عند هذا الحد..

      وقصدي في هذه النقطة هو انه يجب على المسلم أن ينظر الى العلوم المستجدة والاختراعات كالسيارات والطائرات وغيرها من العلوم بدون استثناء ..ويحسبها ويعتبرها من نعم الله وعلمه بدون حرج قياسا على المنطق والرؤية التي يرى بها المال عندما ينسبه لنفسه على سبيل المجاز فقط.. لانه لافرق بين الامرين ..

      ويعتبر الأمر كذلك يقينا لكي لا يحدث له تشويش ولخبطة ايمانية كما يحدث للكثير من المسلمين عندما تظهر مستجدات في هذه العلوم المادية .. وهناك من الشياطين البشرية من يلعبون على هذا الوتر للتشويش على المؤمنين من خلال وسائل الإعلام وغيرها.. مستغلين هذه الثغرة وجهل بعض المسلمين بنسيانهم لهذه الجزئية..

      واذا تمعنا في القران وآياته سنرا الكثير من الايات تذكرنا بحقيقة اعتبار العلوم واختراعات الانسان هي في الاصل من خلق الله.. والله الذي علمنا اياها ..ويجب اعتبارها من النعم وشكر الله عليها بشكل دائم ومستمر ..
      مثل قوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ” ﴿ابراهيم 32﴾
      قوله تعالى: ( والله خلقكم وما تعملون)
      قال تعالى: (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) سورة الأنبياء الاية 80
      وقوله تعالى: ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين .. والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون .. فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون) سورة النحل وفي الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله خالق كل صانع وصنعته ) حديث صحيح
      استسمح على عدم الترتيب

      حذف
  6. جزاك الله خيرا

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف