الروحانيات فى الإسلام: ج28: معتقدات موروثة - هل الطعام الساخن الحار لا بركة فيه ويأكله الشيطان معنا ولذلك نهانا النبي عن أكل الطعام الساخن ونهانا عن النفخ فيه لأن النفخ يطرد البركة من الطعام - هل الوضوء بغسل اليدين قبل الطعام وبعده يزيد من بركة الطعام وينفي الفقر ويبطل مكيدة الشيطان ويزيد في الرزق ويبعد مس الشيطان أو الجنون ويكسبك حسنة وحسنتين - كيف نفهم أن كل أمر نفعله لا يبدأ ببسم الله فهو منزوع البركة إذا كان في بلاد غير المسلمين لا يقولون بذلك وفي أمورهم العلمية بركة- هل شرب النبي النبيذ هو وصحابته.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الجمعة، 30 يونيو 2023

Textual description of firstImageUrl

ج28: معتقدات موروثة - هل الطعام الساخن الحار لا بركة فيه ويأكله الشيطان معنا ولذلك نهانا النبي عن أكل الطعام الساخن ونهانا عن النفخ فيه لأن النفخ يطرد البركة من الطعام - هل الوضوء بغسل اليدين قبل الطعام وبعده يزيد من بركة الطعام وينفي الفقر ويبطل مكيدة الشيطان ويزيد في الرزق ويبعد مس الشيطان أو الجنون ويكسبك حسنة وحسنتين - كيف نفهم أن كل أمر نفعله لا يبدأ ببسم الله فهو منزوع البركة إذا كان في بلاد غير المسلمين لا يقولون بذلك وفي أمورهم العلمية بركة- هل شرب النبي النبيذ هو وصحابته.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك

(الفصل الثامن والعشرون)

غسل اليدين قبل الطعام وبعده - النهي عن اكل الطعام ساخن حار - بركة العلم والرزق - هل شرب النبي النبيذ مع صحابته

#- فهرس:

:: الفصل الثامن والعشرون :: معتقدات دينية - عن غسل اليدين قبل الطعام وبعده وعلاقته بالبركة ومس الشيطان – عن الطعام والشراب الساخن الحار والنفخ فيه وعلاقته بالبركة – لماذا البركة في العلم في بلاد لا يذكرون اسم الله - ومعلومة عن شرب النبي للنبيذ هو وصحابته ومفهوم النبيذ ::

1- س113: هل الطعام الساخن الحار لا بركة فيه ويأكله الشيطان معنا ولذلك نهانا النبي عن أكل الطعام الساخن ونهانا عن النفخ فيه لأن النفخ يطرد البركة من الطعام ؟

#- أولا: خرافة أن كل طعام ساخن حار هو غذاء للشيطان ..

#- ثانيا: الروايات التي توضح ما المقصود بالطعام الساخن وسبب نهي النبي عنه ..

#- ثالثا: عن الأحاديث الضعيفة والتي قالت بأن الطعام الحار أي الساخن لا بركة فيه ..

#- رابعا: بعض الروايات التي تشير لأكل الطعام بارد والغير صحيحة.

#- خامسا: الأصل أن النفخ والتنفس في وعاء الطعام والشراب هو منهي عنه إلا ما كان لشخصك أنت أو استأذنت فيه غيرك .

2- س114: هل الوضوء بغسل اليدين قبل الطعام وبعده يزيد من بركة الطعام وينفي الفقر ويبطل مكيدة الشيطان ويزيد في الرزق ويبعد مس الشيطان أو الجنون ويكسبك حسنة وحسنتين ؟

3- س115: كيف نفهم أن كل أمر نفعله لا يبدأ ببسم الله فهو منزوع البركة إذا كان في بلاد غير المسلمين لا يقولون بذلك وفي أمورهم العلمية بركة ؟

4- س116: هل شرب النبي النبيذ هو وصحابته ؟

***************************

:: الفصل الثامن والعشرون ::

:: معتقدات دينية - عن غسل اليدين قبل الطعام وبعده وعلاقته بالبركة ومس الشيطان – عن الطعام والشراب الساخن الحار والنفخ فيه وعلاقته بالبركة – لماذا البركة في العلم في بلاد لا يذكرون اسم الله - ومعلومة عن شرب النبي للنبيذ هو وصحابته ومفهوم النبيذ ::

**************************

 
..:: س113: هل الطعام الساخن الحار لا بركة فيه ويأكله الشيطان معنا ولذلك نهانا النبي عن أكل الطعام الساخن ونهانا عن النفخ فيه لأن النفخ يطرد البركة من الطعام ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- على شبكة الإنترنت .. تجد عجائب الجهل تنتشر بصورة عجيبة .. وبعض الناس لديها جرأة عجيبة في الكذب على الناس الذين يقرأون لهم بطرح موضوعات غير صحيحة على الإطلاق .. خاصة في اليوتيوب أو بعض مواقع التواصل الإجتماعي .. ومن ذلك بعض الخرافات حول الطعام الساخن والبارد التي اخترعها البعض ونسبوها للنبي كفهم خاطيء تماما عن المقصود ..!!
 
#- أولا: خرافة أن كل طعام ساخن هو غذاء للشيطان ..
- قد تجد بعض من الناس ممن أصفهم برابطة محبي تعظيم قدرات الشيطان وكيده .. يصف سبب ترك النبي للأكل الساخن بشدة حتى تذهب فورته هو لأن الشيطان يشارك المؤمن في أكل الطعام الساخن .. وهذا تحريف وتضليل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أظهر سبب ترك الأكل الساخن جدا وهو أنه قد يصيبك بضرر سواء بألم أو بحرق ..!!
- والبعض اعتقد .. أنه لا بركة في الطعام الساخن اعتمادا على أحاديث ضعيفة لم يصح منها شيء ..
- والبعض اعتقد .. أن المقصد من لفظ (الحار) الذي قرأه في الأحاديث هو الطعام الذي يكون فيه بهار حرَّاق مثل الفلفل الأحمر الحار .. وهذا كلام ما لا علم له سوى الجهل .. لأن الحار في الأحاديث هو بمعنى الساخن بشدة .!!
- والبعض أعتقد .. أن المقصد من ترك النبي للطعام الساخن هو أن يأكله باردا ثم جعل ذلك من السُّنة ..!! وهذا أجهل من كل من سبق ..!!
 
#- ثانيا: الروايات التي توضح ما المقصود بالطعام الساخن وسبب نهي النبي عنه ..
1- (حديث صحيح) .. عن خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ وكانت زوجة حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لما زارها النبي : (قَدَّمْتُ إِلَيْهِ بُرْمَةً فِيهَا خُبْزَةٌ - أَوْ خَزِيرَةٌ - فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الْبُرْمَةِ لِيَأْكُلَ فَاحْتَرَقَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ: " حَسِّ "، ثُمَّ قَالَ: " ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ قَالَ: حَسِّ، وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ قَالَ: حَسِّ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: رجاله ثقات رجال الصحيح ..
 
- (حديث حسن) .. وفي رواية بلفظ .. عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: (دَخَلَ عَلِيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلْتُ لَهُ خَرِيزَةً فَقَدَّمْتُهَا إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا فَوَجَدَ حَرَّهَا فَقَبَضَهَا فَقَالَ: «يَا خَوْلَةُ، لَا نَصْبِرُ عَلَى حَرٍّ، وَلَا بَرْدٍ، يَا خَوْلَةُ، إِنَّ اللهَ أَعْطَانِيَ الْكَوْثَرَ، وَهُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ) رواه الطبراني في الكبير .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث حسن الإسناد ويشهد له الحديث الأول الذي ذكرناه .
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (حَسِّ): بفتح الحاء وكسر السين المشددة: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما يلسعه أو يحرقه فجأة كلمس الأواني الساخنة جدا ..
- قوله (والبُرْمة): هي آنية من فخار .. وجمعها بِرام.
- قوله (الخُبْرَة) : هي إدام الطعام .. وقيل: هي الطعام من اللحم وغيره.
- قوله (الخزيرة): هي لحم يقطع مكعبات صغيرة يتم طبخه وتسويته بالماء حتى إذا نضج فيتم وضع بعض الدقيق على الماء ..
- قوله (فوجد حرها فقبضها): أي وضع يده ليأكل فوجدها ساخنة جدا فرفعها عن الطعام.
- وقوله (لا نصبر): أي لا نقوى على احتمال ..
- وقوله (الحر): أي الساخن الشديد السخونة ..
- قوله (البرد): أي البارد الشديد البرودة ..
- والمقصد هو عدم قدرة الإنسان على احتمال ما لا يطيق من السخونة والبرودة.
 
@- (حديث ضعيف) .. في حديث ضعيف لعله يشير إلى القصة السابقة والله أعلم .. عن أبي هريرة قال: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بصحفةٍ تفورُ فأسرع يدَه فيها ثم رفع يدَه فقال إنَّ اللهَ لم يُطعمنا نارًا) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي في المجمع: فيه عبد الله بن يزيد البكري ضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات..، وضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة ..، وضعفه الألباني في أرواء الغليل .. (قلت خالد صاحب الرسالة): لو كانت هذه الرواية تشير لقصة خولة التي جاءت في أول حديث فيكون هذا الحديث حسن لغيره .. والله أعلم .
 
- قوله (لم يطعمنا نارا): أي لم يخلق لنا الطعام ويرزقنا بركة طهيه بتسخينه .. وذلك لنأكله طعاما شهيا وليس ملتهبا حاميا شديد السخونة !!
 
2- (حديث حسن) .. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: (أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِثَرِيدٍ، أَمَرَتْ بِهِ فَغُطِّيَ حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرَةُ وَدُخَانُهُ، وَتَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ») رواه الدارمي واللفظ له ورواه أحمد وغيرهما .. وقال محقق سنن الدارمي حسن الداراني: إسناده حسن ..، وقال محققو المسند: حديث حسن .
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (ثريد): وهو طعام مثل فتة اللحمة .. والله أعلم .
- قوله (فوره ودخانه): أي تهدأ غليان إدام الطعام مثل الشوربة .. ويهدأ الدخان الصاعد من الطعام الذي يدل على وجود دخان في بطن الطعام لو وضع أحد أصبعه في داخل الطعام سيتم لسعه من شدة الألم .. حيث أنهم كانوا يأكلون بأصابعهم .
- قوله (أعظم للبركة): لما فيه من متعة تذوق نعمة الله والتلذذ بها بمنتهى الراحة وسلامة البدن .. دون حدوث أي ألم يحدث من وراء أكل الطعام الساخن سخونة شديدة حتى يحرق جوفك أو لسانك .. فيفسد عليك متعة تذوق نعمة الله والتلذذ بها ..، وقوله (أعظم للبركة) توضح أن الطعام نفسه فيه بركة لأنه حلال .. وإنما قوله (أعظم) فهو للدلالة على أن ذهاب فورة سخونته منه فيه مزيد خير لمن يأكل ..
 
3- (أثر صحابي صحيح) .. عن عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي : (قال أبي هريرة: لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره) رواه البيهقي .. وذكره الألباني في الإرواء بأنه صحيح .
 
- قوله (بخاره): أي دخانه الذي يدل على شدة غليان هذا الطعام وشدة حرارته التي لو أكل منه حينئذ بهذه السخونة الشديدة .. ربما قد يحرق فمه أو لسانه أو جوفه لو أكله .
 
#- والشاهد فيما سبق:
- أن الذي لم يكن يحبه النبي هو أكل الطعام ساخنا حتى الغليان الذي يسبب ألم شديد جدا في جسم الإنسان حينما يلمسه أو يأكله .. وليس الطعام الساخن المقبول أكله بصورة لا تحرق أو تترك أثر ألم في الإنسان حينما يأكله ..  والشاهد على كلامي هذا هو الرواية الصحيحة التي أظهرت أن أصبع النبي قد احترقت والمقصد أنها اتلسعت بشدة من شدة سخونة هذا الطعام الذي تم تقديمه إليه بصورة مبالغ في سخونتها .. حتى أنه رفع أصبعه فورا من الطعام وهو قد أصابه من الألم ما أصابه نتيجة هذه السخونة الرهيبة .
 
- ورواية الصحابي أبي هريرة .. هي فقط مجرد بيان لك حتى تحترس من أكل الطعام طالما تجد منه بخار يتصاعد بكثرة لأن في ذلك دلالة على شدة سخونته ..
 
- فالطعام الساخن فيه بركة .. ولكن إن تركته ليهدأ من فوران حرارته لتأكله بصورة تستطيع معها التلذذ والتذوق فيها لنعمة الله فذلك أحسن خيرا وأعظم بركة .. ولا تصدق من يقول لك أن الطعام الساخن لا بركة فيه .. ولا تصدق من يقول لك ان الطعام البارد هو سنة .. لا .. فهذا تضليل وقح في كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وخلاف ما عليه السنة النبوية .
 
#- ثالثا: عن الأحاديث الضعيفة والتي قالت بأن الطعام الحار أي الساخن لا بركة فيه .. فإليك الآتي:
1- (حديث ضعيف) .. رُوِىَ عن جماعة من الصحابة كأنس وجابر وبن عمر وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (أَبْرِدُوا بالطعامِ ، فإن الحارَّ لا بركةَ فيه) رواه الطبراني والديلمي .. وذكره الألباني في الضعيفة بعد تحقيق كل طرقه وقال حديث ضعيف.
 
- قوله (أبردوا الطعام): أي اتركوه حتى يبرد قليلا عن سخونته الشديدة التي تكون فيه .. وليس بمعنى اتركوه حتى يصبح بارد وكأن ليس به سخونة ..!! فافهم يا مؤمن ..
- قوله (الحار): أي الساخن بشدة لدرجة قد يسبب أذى لمن يأكله بهذه الحرارة .
 
2- (حديث ضعيف) .. في رواية بلفظ: (أَبْرِدُوا الطَّعَامَ الْحَارَّ فَإِنَّ الطَّعَامَ الْحَارَّ غَيْرُ ذِي بَرَكَةٍ) رواه الحاكم .. وذكره الألباني في الضعيفة .
 
- قوله (الطعام الحار): أي الساخن بشدة.
 
3- (حديث ضعيف جدا) .. عن أنس بن مالك قال: (كان يكرهُ الكيَّ ، والطَّعامَ الحارَ، و يقولُ: عليكُم بالباردِ فإنَّه ذو بركةٍ، ألا وإنَّ الحارّ لا بركةَ فيه) رواه أبو نعيم في الحلية .. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة بأنه ضعيف جدا.
 
#- رابعا: بعض الروايات التي تشير لأكل الطعام بارد.
1- (حديث ضعيف) .. عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الْحَارِّ، حَتَّى يَسْكُنَ) رواه البيهقي في شعب الإيمان .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف وفيه (أبو بكر بن ابي مريم) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (صهيب) لم أعرفه ولم أجده في مشايخ ضمره بن حبيب ..!!
 
2- (حديث ضعيف) .. عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ قال: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الطَّعَامِ الْحَارِّ، حَتَّى يَبْرُدَ) رواه البيهقي في شعب الإيمان وقال: وَهَذَا مُنْقَطِعٌ.
 
- قوله (يبرد): أي حتى يذهب فورة سخونته .. كما جاء في الحديث الصحيح بلفظ (حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرَةُ وَدُخَانُهُ) .. والعقلاء عموما يفعلون ذلك .
 
- وليس كما توهم بعض الجهلاء من مدعي التدين .. بأن يترك الطعام حتى يصبح باردا بدون أي سخونة فيه ..!!
 
- وعموما روايات التبريد السابقة هي روايات ضعيفة ..
 
#- خامسا: الأصل أن النفخ والتنفس في وعاء الطعام والشراب هو منهي عنه إلا ما كان لشخصك أنت أو استأذنت فيه غيرك .
- الأصل هو أن النفخ في الطعام منهي عنه من النبي صلى الله عليه وسلم .. وكذلك النفخ في الماء أو مما تشربه حتى ولو شوربة خضار .. بل ومهما كان الغرض من وراء هذا النفخ سواء للتبريد أو حتى ولو كنت تقرأ قرآن على الماء .. فلا يصح أن تجعل فمك يقترب من الماء أو الطعام تنفخ فيه ..
 
- قال عبد الله بن عباس: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى أن يُتنفَّسَ في الإناءِ أو يُنفَخَ فيه) رواه الترمذي وقال حسن صحيح .. ورواه أحمد وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط البخاري.
 
- وقال عبد الله بن عباس: (نَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن النَّفخِ في الطَّعامِ والشَّرابِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط البخاري.
 
- والنفخ هو خروج الهواء من الفم تجاه الطعام أو الشراب .. ولكن هذا النفخ اختلف عليه العلماء .. هل المقصد منه هو في حال التواجد مع أشخاص على الطعام والشراب ويأكلون من وعاء واحد .. أم أن النهي مطلق وعام حتى ولو الشخص يأكل بمفرده ؟!!
 
- والرأي الذي أرى فيه وجاهة وأقرب للصواب .. أن النهي متعلق بتواجد آخرين على الطعام يأكلون معك فلا يصح لك أن تنفخ فيه إذ قد يكون في أنفاسك وباء ينتقل للطعام أو قد يكون فيه شيء من ريقك فيه بلغما فيخرج من فمك ويلتصق بالطعام فيستقذره الناس ويتركون الطعام فتكون أفسدت عليهم أكلهم ..
 
- ولكن مع شخصك أنت في طبقك الخاص .. أو لو كنت تطعم طفلك وهو صغير .. فلا حرج في ذلك .. وإن كنت ستفعل ذلك لأحد من أهل بيتك بعد سماحهم لك بذلك .. فلا حرج حينئذ .. والله أعلم .
 
- جاء في "مسند أحمد" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ) ..
 
- والمقصود من هذا النهي: الإرشاد إلى ترك النفخ في الطعام والشراب مخافة أن يقع فيه شيء من ريقه فيتقذر الآكل منه، وقد تقرر في الإسلام أنه "لا ضرر ولا ضرار"، وليس علة النهي نجاسة لعاب الآدمي؛ إذ من المقرر شرعًا أن لعاب الآدمي طاهر.
 
- جاء في "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (1/ 291): [قال المهلب: ففي أحاديث هذا الباب دليل على أن لعاب أحد من البشر ليس بنجس ولا بقية شربه، وذلك يدل أن نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن النفخ في الطعام والشراب ليس على سبيل أن ما تطاير فيه من اللعاب ينجسه، وإنما هو خشية أن يتقذره الآكل منه، فأمر بالتأديب في ذلك] اهـ.
 
- وفي "فتح الباري" لابن حجر (10/ 94): [قَالَ الْمُهَلَّبُ: النَّهْيُ عَنِ التَّنَفُّسِ فِي الشُّرْبِ كَالنَّهْيِ عَنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ يَقَعُ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ فَيَعَافُهُ الشَّارِبُ وَيَتَقَذَّرُهُ، إِذْ كَانَ التَّقَذُّرُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ عَادَةً غَالِبَةً عَلَى طِبَاعِ أَكْثَرِ النَّاسِ، وَمَحَلُّ هَذَا إِذَا أَكَلَ وَشَرِبَ مَعَ غَيْرِهِ، وَأَمَّا لَوْ أَكَلَ وَحْدَهُ أَوْ مَعَ أَهْلِهِ أَوْ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَتَقَذَّرُ شَيْئًا مِمَّا يَتَنَاوَلُهُ فَلَا بَأْسَ] اهـ.
 
أ- هذا، وقد ذهب السادة الحنفية إلى عدم كراهة النفخ في الطعام إلا إذا كان له صوت مثل "أف"، وهو تفسير النهي عندهم؛ جاء في "الفتاوى الهندية" (5/ 337): [فِي "النَّوَادِرِ" قَالَ فَضْلُ بْنُ غَانِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا يُوسُفَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ هَلْ يُكْرَهُ؟ قَالَ: لَا إلَّا مَا لَهُ صَوْتٌ مِثْلُ " أُفٍّ "، وَهُوَ تَفْسِيرُ النَّهْي] اهـ.
 
ب- وذهب المالكية إلى أنه لا بأس بالنفخ في الطعام إذا كان الآكل أو الشارب منفردًا؛ جاء في "الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني" (2/ 319): [(وَيُنْهَى) لِلْآكِلِ وَالشَّارِبِ عَلَى جِهَةِ الْكَرَاهَةِ (عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ، وَ) عَنِ النَّفْخِ فِي (الشَّرَابِ)؛ خَوْفَ إصَابَةِ رِيقِهِ لِلْبَاقِي، وَاخْتُلِفَ فِي عِلَّةِ النَّهْيِ؛ فَقِيلَ: لِإِهَانَةِ الطَّعَامِ، وَعَلَيْهِ: فَيُكْرَهُ النَّفْخُ فِيهِ وَإِنْ أَكَلَ وَحْدَهُ، وَقِيلَ: لِئَلَّا يُصِيبَ رِيقُهُ الْبَاقِيَ فَيُؤْذِيَ غَيْرَهُ، وَعَلَيْهِ: فَمَحِلُّ النَّهْيِ إذَا كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ] اهـ.
 
ج- ويرى الحنابلة عدم كراهة النفخ في الطعام إذا كان حارًّا وكانت هناك حاجة إليه قبل أن يبرد؛ جاء في "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" للمرداوي (8/ 328): [وَقَالَ الْآمِدِيُّ: لَا يُكْرَهُ النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ إذَا كَانَ حَارًّا. قُلْت: وَهُوَ الصَّوَابُ إنْ كَانَ ثَمَّ حَاجَةٌ إلَى الْأَكْلِ حِينَئِذٍ، وَيُكْرَهُ أَكْلُ الطَّعَامِ الْحَارِّ؛ قُلْت: عِنْدَ عَدَمِ الْحَاجَةِ] اهـ..
- والله سبحانه وتعالى أعلم. (انتهى النقل من موقع دار الإفتاء المصرية).
 
@- قلت (خالد صاحب الرسالة): الموصوف ذكره في الفتوى بأنه "المهلب" .. فهو القاضي المحدث الفقيه (الْمُهَلَّب بْنِ أبِي صُفْرَةَ التَّمِيمِيِّ الْمَالِكِيِّ الأَنْدَلُسِيِّ) – أحد أفضل شارحي صحيح البخاري .. توفى:435 هجرية.
 
#- سادسا: هل النفخ في الطعام يذهب بركته ؟
- مما تجد البعض يكتبه على الإنترنت .. ان النفخ في الطعام يذهب بركته ..!! ولعلهم أتوا بذلك من الرواية التالية:
- (أثر موضوع "مكذوب على السيدة عائشة") .. عن السيدة عائشة قالت: (النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يَذْهَبُ بِالْبَرَكَةِ) ذكره بن الجوزي في الموضوعات .. وعنه الذهبي في تلخيص الموضوعات برقم690 وقال: فِيهِ: عبد الله بن الْحَارِث - كَذَّاب - بِسَنَد عَائِشَة. (انتهى النقل).
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- أن الطعام أو الشراب الساخن المنهى عن أكله وشرابه هو ما يكون قد بلغ حد الغليان وهو فورة الطعام .. والذي لو وضعت أصبعك فيه سيتأذى بشدة ويؤلمك كثيرا ..
 
2- وأن الشيطان لا علاقة له بالطعام أو الشراب الساخن ولا علاقة له بكونه يحب ما هو ساخن .. فهذه خرافة ..
 
3- والنفخ في الطعام لا يذهب بركة الطعام ويجوز ان تنفخ في الطعام لنفسك أو لأبنك الصغير .. ولا تفعل ذلك فيما يتنفع منه الآخرون إلا لو استأذنت منهم أن تنفخ فيما يأكلون منه أو يشربون منه .. وإلا تكون اعتديت عليهم فيما لا يحق لك فعله .. وإذا أردت أن تفعل ذلك .. فخذ جزء من الطعام أو الشراب في طبق خاص بك وافعل به ما تشاء فأنت حر فيما يخصك ..
- والله أعلم .
 
*************************
 
..:: س114: هل الوضوء بغسل اليدين قبل الطعام وبعده يزيد من بركة الطعام وينفي الفقر ويبطل مكيدة الشيطان ويزيد في الرزق ويبعد مس الشيطان أو الجنون ويكسبك حسنة وحسنتين ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات الغريبة المرتبطة بأحاديث غير صحيحة في الدين .. هي مسألة أن غسل اليدين قبل أكل الطعام وبعد الطعام تزيد من بركة الطعام تبعد الفقر وتطرد الشيطان وتمنع أصابتك باللمم  .. وذلك من خلال الرواية التالية:
 
1- (حديث موضوع).. أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُلِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ الزُّبَيْدِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، مُتَّصِلًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللِّمَمَ وَيُصِحَّ الْبَصَرَ) رواه الشهاب القضاعي في مسنده .. وذكره الصاغاني في الموضوعات برقم 113 .
 
- قوله (اللمم): الجنون .. أو الإصابة من الجن بأذى.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- في السند (مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ) .. وهو مجهول حال .. (ذكره صاحب كتاب مصباح الأريب في تقريب الرواة ترجمة رقم 23991).
ب- وفيه (الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ الزُّبَيْدِيُّ) وهو مجهول الحال .. (ذكره صاحب كتاب مصباح الأريب في تقريب الرواة ترجمة رقم 21025).
ج- وفيه (سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ) وهو مجهول .. ولم أجد له شيء في كتب التراجم فيما هو متاح عندي.
د- وفيه قوله عن "علي زين العابدين" وهو جد جعفر الصادق .. قوله (متصلا) .. بمن متصلا ؟!! فلو كان بأبيه مولانا الحسين نقلا عن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عن النبي .. لكان أظهر ذلك بلا ريب .. وبالتالي هذا الجزء فيه غموض في الرواية .. ويترتب عليها وجود انقطاع في سند الحديث لغموض الإتصال في السند بين "علي زين العابدين" وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
2- (حديث موضوع) .. عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ نا سَعِيدُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُخْتِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ سمعت يروي بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (سَعَةٌ فِي الرِّزْقِ مَكِيدَةٌ لِلشَّيْطَانِ الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ) رواه بن الجوزي في العلل المتناهية برقم 1079 وقال فيه: (عَبْد الوهاب بْن الضحاك) .. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: "الرَّازِيُّ كَانَ يكذب وقال العقيلي: "متروك الحديث. (انتهى النقل).
- ونفس هذا الحديث بنفس السند ولكن بلفظ آخر: (سَعَةٌ في الرزقِ ، ورَدْعُ سُنَّةِ الشيطانِ: الوُضوءُ قبلَ الطعامِ وبَعْدَهُ) رواه الحاكم في تاريخه وعنه الديلمي في الفردوس .. وهو حديث موضوع كما سبق في كلام بن الجوزي رحمه الله .
 
3- (حديث موضوع) .. عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ مِمَّا يَنْفِي الْفَقْرَ، وَهُوَ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ) رواه الطبراني في الأوسط .. وقال الهيثمي في المجمع: فيه نهشل بن سعيد: متروك..، (قلت خالد صاحب الرسالة): زيادة على قول الهيثمي فإن الرواية فيها انقطاع لأن الضحاك بن مزاحم لم يسمع من بن عباس .
 
4- (حديث موضوع) .. عن إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ غَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ طَعَامٍ لَمْ يَزَلْ فِي فُسْحَةٍ مِنْ رِزْقِهِ) رواه بن الجوزي في العلل المتناهية برقم 1078 .. وقال فيه (عِيسَى بْن عَبْد الله) قال بن حبان: يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة ..، وفيه (إِسْحَاق الفروي) قال أَحْمَد: "لا يحل عندي الرواية عنه .. وقال يَحْيَى ليس بشيء كذاب .. وقال الفلاس والدارقطني متروك الحديث. (انتهى النقل).
 
5- (حديث موضوع) .. عن عيسى بن إبراهيم: حدثنا الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: (الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ حَسَنَةٌ، وَبَعْدَ الطَّعَامِ حَسَنَتَانِ) رواه الديلمي في الفردوس .. وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: وهذا موضوع .. آفته الحكم بن عبد الله؛ وهو كذاب هالك..، وعيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - متروك.(انتهى النقل).
 
6- (حديث ضعيف) .. عن سلمان الفارسي قال: (قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بَعْدَهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ) رواه أحمد واللفظ له ورواه الترمذي والبيهقي في السنن الكبرى .. وضعفه الترمذي والبيهقي ..، وذكره بن الجوزي في العلل المتناهية برقم 1080 وقال: أَحْمَد بْن حنبل هُوَ حديث منكر ما حدث قَيْس وكان قَيْس كثير الخطأ فِي الحديث وقال يَحْيَى ليس بشيء لا يكتب حديثه ..، وكذلك ضعفه شعيب الأرنؤوط في سير أعلام النبلاء ..، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع وغيره .. وقال محققو المسند باختصار في كلامهم: إسناده ضعيف من أجل قيس بن الربيع .. ثم قالوا: وأراد بالوضوء هنا: تنظيف اليدينِ بغسلهما، قال الطِّيبي: معنى بركته قبله: نموُّه وزيادة نفعه، وبعده: دفع ضرر الغَمَر الذي علق بيده وعيافته.(انتهى النقل من تحقيق المسند).
 
#- واعلم أخي الحبيب ..
- أن المقصد من لفظ الوضوء في الروايات هو غسل اليدين وليس وضوء الصلاة .. وإنما تم استعارة لفظ الوضوء باعتبار استخدام  جزء من أفعاله وهي غسل اليدين .. وقيل لأن من معاني الوضوء اللغوية هي غسل اليدين .. – فالوضوء في الروايات السابقة هو وضوء الصلاة فهذا كلام شخص لم ينتبه لكلام العلماء ..
 
- مع المعلومية بأن النبي صلى الله عليه وسلم أستنكر الوضوء الشرعي قبل الطعام .. ودليل ذلك ..
- ما جاء عن عبد الله بن عباس إذ قال: (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ مِنَ الْغَائِطِ ، وَأُتِيَ بِطَعَامٍ» فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: «لِمَ؟ أَأُصَلِّي فَأَتَوَضَّأَ؟) صحيح مسلم ..
 
- قوله (كنا عند النبي): أي عند مكان قريب من بيت النبي في انتظار رجوعه من الغائط إذ قد ذهب لقضاء حاجته في المكان المخصص لذلك ..
- قوله (لم ؟ أأصلي فأتوضأ): أي لماذا أتوضأ ؟ هل تروني سأصلي حتى تقولون لي: ألا تتوضأ ؟
 
- وفي رواية بلفظ: (فأُتيَ بالطَّعامِ، فقيل: يا رَسولَ اللهِ، ألَا تَوَضَّأُ؟ قال: لم أُصَلِّ فأتَوَضَّأَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب ..
1- أن غسل اليد قبل الطعام ولا بعد الطعام له علاقة بالشيطان .. ولن يصيبك الشيطان بمس روحاني لأنك لم تغسل يدك .. وإنما مسألة غسل اليد لها علاقة بالنظافة العامة ليد الإنسان حين تناوله للطعام ..
 
2- وقد سبق وذكرنا في سؤال سابق .. أن الحديث الخاص بكون الشيطان حساس ولحاس هو حديث غير صحيح .. ولكن عدم غسل اليد قبل النوم ليلا بعد أكل طعام فيه دسم من اللحم فقد يتسبب في إصابتك بشيء من هوام الأرض يأتي على الرائحة فتؤذيك .. (راجع الجزء السادس والعشرون س109: هل الشيطان يأتي إلينا أثناء النوم ليصيبنا بمس روحاني إذا نمنا ونسينا غسل أيدينا من طعام أكلناه ؟) ..
 
************************
 
..:: س115: كيف نفهم أن كل أمر نفعله لا يبدأ ببسم الله فهو منزوع البركة إذا كان في بلاد غير المسلمين لا يقولون بذلك وفي أمورهم العلمية بركة ؟ ::..
 
- من الأسئلة المرتبطة على معتقد ديني مرتبط بحديث نبوي .. جاء فيه ما معناه أن كل شيء مهما نفعله لا نبدأ فيه بالتبريك باسم الله .. فهو مقطوع أو أبتر .. أي مقطوع البركة .. ولكن نرى في الحياة أن غير المسلمين أو حتى المسلمين الذين لا يذكرون الله .. يمارسون أعمالهم ويبارك لهم فيها .. بل وغير المسلمين لهم بركة في العلم ليست في المسلمين .. فكيف حينئذ نفهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: التعريف بالحديث المشار إليه ..
1- جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن، وللاضطراب الذى وقع في إسناده ومتنه .. ثم ترك محققو المسند تحقيقا كبيرا على هذه الرواية وأنه لم يصح منها شيء .. (راجع تحقيق المسند حديث رقم 8712)..
 
- ولكن اعلم أخي الحبيب .. أن بعض العلماء الكبار قد قالوا بتحسين هذا الحديث مثل الإمام النووي وبن حجر العسقلاني وغيرهم .. ولعلهم حسنوه بتعدد طرقه والله أعلم .. ولكن الحديث هو في أصله كل طرقه لا تخلو من علة تضعف الحديث .
 
2- وبالتالي هذا الحديث ليس بحجة أو دليل لتستند إليه .. ولكن ذكر الله والتبرك به دائما مهم في كل وقت وحال .. وهذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت السيدة عائشة: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ) صحيح مسلم.
 
3- ومفهوم لفظ (كل أحيانه): تشمل سواء كان طاهرا أو جنبا .. ماشيا أو جالسا أو في حال إرادته النوم .. وفي كل مكان ووقت كان يذهب إليه .. إلا ما كان يتوقف فيه أدبا مع الذكر وهو مثل وقت قضاء الحاجة أو جماع زوجاته إلا أن هذا لا يمنع أن يكون قلبه مشغولا بذكر الله .. وإن الذي يتوقف هو لسانه فقط .
 
#- ثانيا: مناقشة مفهوم البركة من وراء ذكر الله ..
1- من قال لك أخي الحبيب .. أن البركة فقط تكون في السعي الدنيوي المتعلق برزق الأموال أو تحصيل العلم ؟!!
 
- فالبركة مددها موجود فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض على الله .. لأن البركة أصلها هو الزيادة من فضل الله وإحسانه كرامة من الله .. وتأتي كنوع من الكرامة إما لطهارة قلب أو مكافأة على السعي أو لحكمة يعلمها الله خلاف ذلك .. وهذا يحدث للجميع في الدنيا .. وإنما ما بعد الدنيا .. فهناك بركة للمؤمن ليست للكافر ..
 
- اقرأ كلام الله واستمتع بالحكمة .. حيث يقول تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) الإسراء:18-21.
 
# والمعنى من تفسير المنتخب:
- مَنْ كان يطلب متاع الدنيا العاجلة ويعمل له متخذا الأسباب، ولا يوقن بميعاد، ولا ينتظر جزاء الدار الآخرة .. عجَّلنا له في الدنيا ما نشاء تعجيله من البسط والسعة، وكان هذا لمن نريد التعجيل له، ثم أعددنا له في الآخرة جهنم يقاسى حرها، وهو مذموم بما قدم، هالك مطرود من رحمة الله.
 
- ومن أراد بعمله الآخرة، ولها عمل، وهو مصدق بالله وجزائه .. فأولئك كان عملهم مقبولاً عند الله ينالون الثواب عليه.
 
- وإنا نمد كلا الفريقين إذا اتخذوا الأسباب من عطاء ربك في الدنيا .. وما كان عطاء ربك فيها ممنوعاً من أحد، مؤمناً كان أو كافراً، ما داموا قد اتخذوا الأسباب.
 
- انظر بعين الاعتبار كيف فضَّلنا بعض عبادنا على بعض في المال والحياة والسعة .. إذا اتخذوا أسباب ذلك في الدنيا لحكمة نعلمها، وأن تفاوتهم في الدار الآخرة أكبر درجات من تفاوتهم في الدنيا، فينبغي الاعتناء بها، فالآخرة هي التي تكون فيها الرفعة الحقيقية والتفاضل الحقيقي. (انتهى النقل من التفسير).
 
2- ومن ناحية أخرى .. فذكرك لله في ذاته بركة في عبادتك ووصلك بالله .. وفي زيادة درجاتك ومقامك عند الله ..، وذكرك لله هو بركة تعود في جسمك وظاهرك وباطنك بقدر ما يقسمه الله لك..، وذكرك لله بركة في غفران الذنوب وزيادة الحسنات .. وغير ذلك من بركات الذكر .. مثل طهارة الباطن وسلامة صدرك من الغل والحسد والحقد والنفاق والطمع وغير ذلك من صفات غير طيبة يطفئها ويطردها الذكر ..
 
#- أما عن بركة الذكر في مادية حياتك .. فهو يبارك لك في القليل .. ويصرف عنك ما لا تطيق .. ويجعلك تحتمل ما لا يستطيع غيرك أن يحتمله .. ويلطف بك في أحوالك كلها .. لأن من داوم على ذكر الله كان محاطا بنور الله .. ومن كان محاطا بنوره فهو في معيته .. ومن كان في معيته كان ملطوفا به في أحواله .. فأي بركة ترجوها بعد ذلك كمؤمن في حياتك ..
 
- واللطف من الله نقصد به: نزول البلاء عليك مخففا وفيه رعاية من الله بك لتحتمله .
 
**********************
..:: س116: هل شرب النبي النبيذ هو وصحابته ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذه معلومة على السريع .. ومن المسائل التي أحببت أختم بها هذا الفصل وتتعلق بالشرب .. هي مسألة قد تصادفك كمسلم .. ولكن يستغلها بعض المخرفين الذين يكذبون على المسلمين مستغلين جهلهم .. ويخبرونهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب الخمر هو وصحابته .. وهذا كذب قد ارتقى لعالم الخرافة .
 
#- وإليك ما استدلوا به:
- عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَاستَسقَى، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا نَسقِيكَ نَبِيذًا؟ قَالَ: بَلَى. فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسعَى، فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَلَّا خَمَّرتَهُ، وَلَو تَعرُضُ عَلَيهِ عُودًا؟ قَالَ: فَشَرِبَ) صحيح مسلم.
 
- عن ابن عباس أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُنْقَعُ له الزَّبِيبُ فَيَشْرَبُهُ اليومَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الغَدِ إلى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ به فيُسْقَى، أَوْ يُهَرَاقُ) صحيح مسلم.
 
- قوله (يهراق): أي يتم صبه ورميه ..
 
- وفي رواية بلفظ عن بن عباس قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْتَبَذُ لَهُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَيَشْرَبُهُ إِذَا أَصْبَحَ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي تَجِيءُ، وَالْغَدَ وَاللَّيْلَةَ الْأُخْرَى، وَالْغَدَ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ) صحيح مسلم.
 
- قوله (سقاه للخادم): أي بعد الثلاث أيام إذا تبقى شيء من عصير النبيذ ورأى انه لا حاجة إليه ولم يأتيه ضيفا .. فإما أن يلقيه أو يسقيه للخادم أن يشربه .. لأنه بعد ذلك غير مسموح ببقائه في المنزل .. لأنه بعد ذلك سيبدأ في التحول إلى حالة التخمر التي تسبب السُّكر في العقل .. ولعل الثلاثة أيام هذا الحد الآمن الذي لا يمكن عنده حدوث تغير في طعمه ويتحول إلى خمر .. والله أعلم .
 
#- وقال الإمام النووي تعقيبا على الرواية السابقة:
في هذه الأحاديث دلالة على جواز الانتباذ .. وجواز شرب النبيذ ما دام حلوا لم يتغير، ولم يغل، وهذا جائز بإجماع الأمة. (راجع شرح النووي على مسلم ج13 ص173).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- مفهوم النبيذ: كلمة (نبذ) معناها طرح او ترك شيئا كان معه .. والنبيذ هو طرح أو ترك بعض الفواكه منقوعة في الماء مثل العنب أو التمر أو الزبيب أو غير ذلك مما فيه طعم حلو .. ويتم ترك مثل هذه الأطعمة من الليل وحتى النهار حتى يكون تحلل ما فيها من حلو ونزل في الماء فيصبح كالعصير .. شرط أن لا يتم غليه .. ولا يزيد نقعه في الماء عن ثلاثة أيام حتى لا يختمر فيسبب حالة سُكر في العقل فينقلب الحلال إلى حرام .. ولذلك يتم رميه في ختام الليلة الثالثة لنقعه في الماء .. إذا تبقى منه شيئا ..
 
- إذن مفهوم النبيذ ليس هو مفهوم الخمرة كما يزينه بعض من لا علم له .. وإنما النبيذ يتحول إلى خمر إذا تسبب في حدوث سُكر للإنسان الطبيعي العادي ..
 
2- إذن كان النبي صلى الله عليه وسلم يشربون النبيذ هو وصحابته .. وكان يشربونه كعصير حلو الطعم وليس كخمر مسكر للعقل .. لأنه لم يكن يتم غلي النبيذ ولا يتم نقعه في الماء أكثر من ثلاثة أيام .. وإن بقي منه شيء في ختام اليوم الثالث فإما يتم توزيعه على من هو قريب منك ليشربه كخادمك وإلا فيجب رميه بعد ذلك .. والله أعلم .
 
#- وملحوظة: ما سبق لا علاقة له بما يتم تعبئته في مصانع العصير الموجودة في زماننا ويقومون بتقديم عصائر معبأة آليا .. لأن هذه العصائر ليست طبيعية بنسبة مائة في المائة فضلا عن أن طول بقائها معبأة فهي لا يترتب عليها أن تغير فيها يؤدي لحالة سكر .. بل قد تتلف إن تم تركها خارج الثلاجة أو بدون غطاء .. خاصة في وقت الصيف.. فلزم التنويه لذلك .. والله أعلم .
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 8 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير ونفعنا بما كتبت يارب العالمين
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى آله وسلم

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  3. متعك الله بمزيد من الحكمة استاذنا الفاضل
    وقفات جميلة في سؤال 115 ..

    فكم نحن المسلمون بحاجة للرجوع الى كلام الله عز وجل وتجديد نظرتنا وتعاملنا مع غير المسلمين .. فإذا كان الله تبارك وتعالى يتعامل معهم بالرحمة ؛ فلم يحظر عليهم عطاءه .. { كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) } .. فما بالنا نجد الكثير من المسلمين من ينظر الى غير المسلمين ( ولا اقصد المعادين للاسلام جهرا وعيانا ) .. نظرة ازدراء واحتقار مع اللعن والشتم .. بل ويتلطفون بالحيوانات اكثر مما يتلطفون بهم .. وكأنهم ليسوا بشر .. !! بالرغم انهم خلق مما خلق الله ؛ مثلما خلقنا ..

    هم انسان .. له كيان .. له قلب .. له عقل .. له احساس .. مثلك مثله .. لكن قدره ان يكون كافرا .. وقدرك ان تكون مسلما .. فهل اخترت امك او ابوك ان يكونوا مسلمين ؟! .. بالطبع لا .. اذن .. لماذا النظرة الدونية لمن هم على غير دين الاسلام !! .. فليتك تكف شر لسانك عنهم ، ولا تتهمهم وتلصق بهم الفواحش والكبائر من غير تحقق ، ولا تحرض عليهم النفوس .. واستبدل تلك النظرة بأن تبذل لهم الخير .. ولو بابتسامة .. لعل معاملتك الرحيمة تؤلف قلب احدهم فيتحول من الكفر الى الايمان .. فلا تحكم عليه كونه كافرا انه من اصحاب الجحيم ؛ فلا تدري من يختم الله له بالحسنى ومن يتردى .. !!

    ربي امدنا بمدد اللطف والرأفة والرحمة والعطف والحنان حتى نكون سندا لكل كائن من كان ..

    اما عن (( كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ )) .. وان كان ضعيف فقد جال في خاطري ان البتر والقطع هو للجزاء والثواب في الاخرة .. والله اعلم

    ردحذف
  4. ‏"المُحَاطُ بأَحِبَّتِه ... آمِنٌ" ❤️
    فمابالك لو كان حبيبك حبيب الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
    صلاتك عليه امانك إتصال قلبك وروحك به أمانك

    ‏"المُحَاطُ بأَحِبَّتِه ... آمِنٌ" ❤️
    فمابالك من كان حبيبه الله
    فمابالك من كان حبيبه الله❤️❤️
    الله هو الأمن والأمان والحب والحنان
    اتظن شخصا لاذ بحمى الحنان المنان و شفاعة المصطفى العدنان
    يزوره خوف او قلق او هلع او يزعز أمانه إنس وجان

    تذكر
    إن كان ‏"المُحَاطُ بأَحِبَّتِه ... آمِنٌ" ❤️
    فإن من كان في معية الله وحفظه
    آمن آمن آمن 🤍🤍🤍

    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  5. اروع ما كتب سامي صنهاجي (حسب رأي طبعا)
    ☆☆☆☆☆
    من أسرار الرقم ٣ :
    له دلالات كثيرة في القرآن الكريم لقوله تعالى☆ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) ☆
    ال عمران
    والكثير من الآيات الدالة على الخلق ☆خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6) ☆ الزمر

    والرقم ٣ يدل على
    العالم المادي الذي نعيش فيه وهو محصور هندسيا بثلاث أبعاد.. طول، عرض، ارتفاع... وهذا ما يتحسسه الإنسان في هذا العالم المادي
    ويقول الله تعالى ☆انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) المرسلات ☆
    وهنا دخان جهنم ذو ثلاث أبعاد وهو تعبير عن العقاب المادي الحسي الذي يعيشه من في جهنم اعاذنا الله منها والله اعلم....

    ردحذف
  6. كلام نفيس لسيدي خالد
    ☆ لا تعتقد اعتقاد الحمقى... في ان تظن أنه إذا ذهبت عنك صفة سيئة... فمعنى ذلك أنها لم تعد موجودة... لا... فهذا تصور المغرورين والمستدرجين إلى الغفلة...
    ولكن حينما تتبدل الصفة في الإنسان... فإنها تذهب الى مكان خفي يتم تخزينها فيه.. حتى اذا أسأت الأدب مع الله... فتعود إليك هذه الصفة السيئة مرة أخرى...
    فتبدل الصفات ليس معناه محو القديم... فهذا وهم المتوهمين... فانتبه لهذا الكلام جيدا فهو نفيس...

    ردحذف
  7. حكم من كلام سيدي خالد
    ☆☆☆☆☆☆
    ☆ تقوى الله ورضوانه ثمرات القلوب وليس ثمرات اللسان.
    ☆ ليست العبرة بقراءة القرآن، ولكن العبرة بالعمل بما في القرآن.
    ☆ طلبوا غير الله.. فوجدوا غير الله.. وما ربك بظلام للعبيد
    ☆الفتح.. هو إخراج الظلمات من القلب وإدخال النور مكانه
    ☆ النفس حجاب مع الله
    ☆ اظهر عيوب نفسك... حتى لا تسلب من ايمانك
    ☆ لو طلبت الله بصدق... لطلبك بحق... والله لا يريد ظلما للعباد
    ☆ لا تقل ابدا انا اريد... ولكن قل ارجو من الله ان ينعم علي بذكره وشكره وحسن عبادته...
    ☆ ليس المشكلة في أن تعصي... ولكن المشكلة في أن تتوب بصدق وإخلاص مع الله...
    ☆ اذا تشابكت علينا الظلمات... فدائما يظل باب السماء مطل علينا بنوره... ولكن عليك أن تجد هذا النور في قلبك وليس ببصرك
    ☆ قراءتك للسيرة النبوية هي في حد ذاتها استغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنها استغاثة بعلمه النوراني وفعله الشريف...
    ☆ الصلاة على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات... هي مفتاح صلوات رب الارضين والسموات... وهي مفتاح نور القلوب وطهارة الذنوب والطريق إلى المحبوب...
    ☆☆☆
    فاللهم صل على سيد السادات وشمس البركات وهداية الهدايات ومبدد الظلمات والمستغاث به في الكربات... نور القلوب وسيلة غفران الذنوب، وطريقنا للمحبوب وعلى آله وسلم....

    ردحذف
  8. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف