ج31: معتقدات موروثة - هل النوم على البطن هو فعل شيطاني أو يسبب لك حضور شيطاني ليتهجم عليك فيغتصبك - هل الشيطان يطمع في البنات والنساء المستلقيات على ظهورهن عند النوم - هل النوم بعد الأكل مباشرة يجعل القلب قاسي .

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك

(الفصل الحادي والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الحادي والثلاثون :: ج1/ معتقدات دينية عن كيفية النوم وعلاقة النوم على الظهر والبطن بحضور الشيطان – وعلاقة النوم بعد الأكل بقسوة القلب ::

1- س124: هل النوم على البطن هو فعل شيطاني أو يسبب لك حضور شيطاني ليتهجم عليك فيغتصبك ؟

2- س128: هل الشيطان يطمع في البنات والنساء المستلقيات على ظهورهن عند النوم وكذلك يطمع فيهن لو تعرَّى جزء من جسمها ؟

- (الشيطان له تعلق بالنفس وليس بالنوع) .

3- س126: هل النوم بعد الأكل مباشرة يجعل القلب قاسي ؟

***************************

:: الفصل الحادي والثلاثون ::

:: ج1/ معتقدات دينية عن كيفية النوم وعلاقة النوم على الظهر والبطن بحضور الشيطان – وعلاقة النوم بعد الأكل بقسوة القلب ::

**************************

 

..:: س124: هل النوم على البطن هو فعل شيطاني أو يسبب لك حضور شيطاني ليتهجم عليك فيغتصبك ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات الدينية التخريفية .. هي أن البعض لديه توهم خطير من أن الذي ينام على البطن فإن الشيطان يهجم عليه ويغتصبه ولذلك نهى النبي النوم على البطن ..!!
 
- وهذا تفسير منحرف تماما عن الحق ..!!
 
- فإذا كانت توجد أحاديث جاء في النهي على النوم على البطن وإن كان فيها كلام يضعفها .. إلا أنه لا يوجد أي رواية على الإطلاق قالت أن سبب النهي من النوم على البطن هو أن الشيطان سيهجم عليك ويغتصبك لو نمت على بطنك .. وإنما هو من قول بعض الرقاة والمعالجين الذي توهموا ذلك ونشروه بين الناس بعد أن بال الشيطان في نفوسهم بنشر ذلك .. ولكن ليس في كلام النبي ما يدل على ذلك ولا حتى في الأحاديث الضعيفة .. !!
 
#- وإليك الروايات التي تكلمت على ذلك:
1- الرواية الأولى ولها كذا صيغة:
أ- (حديث سنده ضعيف) .. عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ يحكي عن أبيه وكان نائما في المسجد .. فقال أبيه: (فَبَيْنَا أَنَا مِنَ السَّحَرِ مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، إِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغُضُهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .. فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه أبو داود وأحمد وغيرهما .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لجهالة ابن عبد الله بن طهفة..، وذكره الألباني في صحيح الترغيب بأنه حسن لغيره ..
 
ب- (حديث سنده ضعيف) .. وفي لفظ عَنْ ابْنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: (فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يَطَّلِعُ فَرَآهُ مُنْبَطِحًا عَلَى وَجْهِهِ فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَأَيْقَظَهُ وَقَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ) رواه أحمد برقم 23614.. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف.
 
ج- (حديث سنده ضعيف) .. وفي لفظ يعِيشَ بْنِ طِهْفَةَ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أبيه، قَالَ: (فَرَآنِي مُنْبَطِحًا عَلَى بَطْنِي فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: " لَا تَضْطَجِعْ هَذِهِ الضِّجْعَةَ .. فَإِنَّهَا ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ) رواه أحمد برقم 23615 .. وقال محققو المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن طِهْفة.
 
- قوله (ضِجْعَةٌ): أي طريقة نوم أو طريقة جلوس ..
 
د- (حديث سنده ضعيف) .. وفي رواية بلفظ: (إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغُضُهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى "، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه أحمد برقم 15543 .. وقال محققو المسند: النهي عن النوم على البطن فيه، حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه ولجهالة ابن طخفة، وقد اضطربوا في اسمه واسم أبيه.. (ولمحققي المسند بحث وتحقيق نفيس في هذا الحديث فارجع إليه عند هذا الحديث رقم 15543)..
 
2- الرواية الثانية ..
- (حديث مضطرب لا يصح – وصححه البعض) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ) رواه بن حبان وأحمد .. وقال محققو المسند: حديث قوي، وظاهر هذا الإسناد أنه حسن كسابقه، لكن أخطأ فيه محمد بن عمرو، فرواه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، والصواب: عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة، عن أبية، كما يأتي في "المسند" 3/429-430، بيَّن ذلك البخاريُّ في "تاريخه" 4/366، وابن أبي حاتم في "العلل"2/233.. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): إليك ما قاله البخاري وأبو حاتم .. قال البخاري في الكبير 4/ 366: "وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يصح"..(انتهى النقل) ، وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 233 برقم (2186): "سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة .. (قال أبي) : له علة. قلت: وما هو؟. قال: رواه ابن أبي ذئب، عن خاله- تحرفت إلى: خال- الحارث بن عبد الرحمن قال: دخلت أنا وأبو سلمة على ابن طهفة، فحدث عن أبيه قال: مر بي وأنا نائم على وجهي، وهذا الصحيح . (انتهى النقل)..، وقال الدارقطني في علله 9/299 حديث رقم 1776 .. حينما سُئل عن (حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة) فقال في آخر كلامه: وغيره يرويه، عن أبي سلمة، عن ابن طهفة الغفاري، عن أبيه..وهو الصواب. (انتهى النقل)..
- وهذا الحديث رواه الحاكم برقم 7709 وصححه وسكت عنه الذهبي في التلخيص ..، وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب بأنه حسن صحيح  في رواية رقم 3079 ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): كيف تصح رواية مثل هذه وأصحاب علم الحديث وأساتذته على رفضها لعلة في سندها كما سبق وقال البخاري وأبو حاتم والدارقطني ؟!!
- والمسلم هو وقلبه في الترك والقبول لمثل هذه الروايات ..
 
3- الرواية الثالثة ..
- (حديث مختلف عليه بين التحسين والضعف) .. الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ الْكِنْدِيُّ، مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ مُنْبَطِحًا لِوَجْهِهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: قُمْ .. نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ) رواه البخاري في الأدب المفرد وبن ماجه .. وضعف الحديث الإمام البوصيري في مصباح الزجاجه 4/117 وقال: هذا إسناد فيه مقال الوليد بن جميل لينه أبوزرعة وقال أبو حاتم شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة وقال أبو داود ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات .. (انتهى النقل)، قال محققو المسند: وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميل..، وذكره الألباني في ضعيف بن ماجه وضعيف الأدب المفرد..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الرواية لها طريقان عند بن ماجه وعند البخاري وكلاهما عن (الوليد بن جميل) .. فأما رواية بن ماجه ففيها ضعف لبعض الرواية "يعقوب بن حميد وسلمة بن رجاء فيهما ضعف" .. وأما رواية البخاري فالذي قال بضعفها فإنما لما قيل من جرح في (الوليد بن جميل) كما ذكر البوصيري .. فالاختلاف حول هذا الراوي لأن عليه مدار الرواية السابقة سواء عند البخاري أو بن ماجه .. والتحسين والتضعيف هي عملية اجتهادية من وجهة نظر من يحقق الحديث . 
 
- قوله (نومة جهنمية): أي نومة أهل النار على وجوههم في عذاب جهنم .. فلا يصح التشبه بحالهم.
 
4- الرواية الرابعة:
- (حديث ضعيف - لأنه مرسل) .. عَنْ عَمْرٍو بْنِ الشَّرِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ الرَّجُلَ رَاقِدًا عَلَى وَجْهِهِ لَيْسَ عَلَى عَجُزِهِ شَيْءٌ .. رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: هِيَ أَبْغَضُ الرِّقْدَةِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه أحمد برقم 19458 .. وقال محققو المسند: مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد مرسَل، كما في جميع النسخ، و"مجمع الزوائد" 8/101، ووقع في "أطراف المسند" 2/578، و"إتحاف المهرة" 6/191 متصلاً، بذكر الشريد والد عمرو، ولا نظنه إلا وهماً من الحافظ رحمه الله، فقد صرح عمرو بن الشريد في الرواية الآتية برقم (19473) بإرساله، فقال: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ على رجل وهو راقد .. (انتهى النقل) .
 
- قوله (ليس على عجزه شيء): أي مكشوف العُجز .. وهو مؤخرة الظهر مع ملتقى أول الإليتين ..  وكأن جزء من عورته كان مكشوفا ..
- قوله (الرِّقْدَةِ): أي طريقة النومة أو الجلسة.
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب ..
1- حديث نهي النوم على البطن في جميع طرقه غير مطمئنة لإثباتها للنبي .. وإن كان ظاهر تعدد الروايات يميل الظن فيها أن يكون فيها حقيقة إرشاد نبوي .. والبعض يحسن الحديث لتعدد طرقه .. ولكن حقيقة الحديث نفسه أنه ضعيف ولا حجة فيه لمن يريد الإحتجاج به .. وإنما فيه فضيلة إرشاد لفعل ما هو أولى لك أن تفعله عند النوم .. وهو عدم النوم على بطنك في بداية نومك ..
 
- وإن صح النهي على البطن فلعل السبب في ذلك أن هذه طريقة نوم الشيطان .. ولذلك قال النبي أن هذه نومة لا يحبها الله .. وبالتالي لا يحب من المؤمنين أن يفعلوها .. وإن كنت أرى هذا السبب فيه نظر لأنه لو كان كذلك لكان أظهرت الرواية أن هذه نومة الشيطان .. ولكن هذا لم يحدث .. والله أعلم .
 
2- لا يوجد علاقة للشيطان بهذه الروايات كما تبين لك أخي الحبيب .. حتى تعرف كيف تتلاعب بعض النفوس على الإنترنت بروايات الأحاديث لتعظيم قدرات الشيطان وكيده فيذكرون أن سبب نهي النوم على البطن هو حضور الشيطان .. وهذا كذب .. بل بعض الروايات قالت بأن علة النهي هو أن الشخص كان نائما على بطنه ومكشوف بعض عورته .. وبعض الروايات أظهرت أن هذه نومة أهل النار المعذبون في الآخرة ولم يحب النبي أن يرى أحد من أمته مكفيا على وجهه هكذا كالأذلاء يوم القيامة .. ولا تخلو رواية من ضعف .
 
@- والذي يقول أن علة المنع من النوم على البطن هو لمنع تحرش الشيطان بك ..
- فنقول له: بخلاف كذبك على الحديث النبوي الذي استدللت به ولم يقل بذلك .. ولكن نقول لك: ما الذي يمنع الشيطان من الحضور من الأمام طالما المنطق هو إمكانية إغتصاب الشيطان جنسيا للإنسان وقت النوم حسب عقيدتكم وتفكيركم الخاص بكم ..؟ أم أنكم جربتم هذا الشيء من الشيطان حتى تيقنتم منه ؟!! فهذه مسألة تحتاج إلى توضيح منكم حينئذ .. مش كده ولا إيه ؟!!
 
#- تبقى أن أقول لك أخي الحبيب بعض الأمور:
1- أن النهي في الأحاديث قال العلماء هو للكراهة وليس للتحريم .. وفي الحقيقة هذه الروايات لا يتثبت منها كراهة ولا تحريم لأن الحكم لا يؤخذ مما ضعف روايته .. وهذا رأيي والله أعلم .
- ونومك على البطن عمدا هو خلاف الأولى لأنه من السنة أن تنام على جنبك الأيمن .. وما يترتب بعد ذلك من حركات وأنت نائم فلا حرج عليك ..
 
2- ملحوظة مهمة: الروايات التي قيلت عن الشخص الذي نهاه النبي عن النوم على بطنه .. فهو كان مستريحا وليس نائما في حالة نوم تام .. وإلا فكيف عاتبه النبي فيما لا قدرة له على السيطرة عليه وهو نائم لا ينتبه لحاله ..!!
- إذن فالنهي إنما يكون في بداية النوم عند إرادة النوم .. وليس النهي لمن يغلبه النوم فينقلب على بطنه ..
- وكذلك لا حرج ولا إثم ولا حرام عليك إذا نمت على بطنك لأنك ترتاح في هذه النومة ..
 
3- ملحوظة مهمة أخرى: هناك فرق بين السجود لله بوضع الجبهة على الأرض وبين الجلوس المذكور في الحديث بكونك منبطحا بكامل الجسد على بطنك ..
- ولكن يقال هنا: هل الزوج الذي يجامع زوجته وهي نائمة على بطنها .. يكون هكذا جعلها في وضعيه اهل النار ؟!! وجعلها في وضعية يكرهها الله ؟!!
- أكيد لا .. لأن هذه اسمها علاقة حميمة حلال ومسموح بها طالما الجماع في محل الجماع المشروع وبعيدا على فتحة الشرج .. ولكن ما أشارت إليه الروايات إنما هو يتعلق بمن يتخذ هذه الوضعية طلبا للنوم ..!!
- مع التنبيه إلى وجود ضعف في هذه الروايات أصلا كما سبق وأوضحنا ..
 
4- عن نفسي كنت أميل سابقا لتحسين هذه الروايات التي تكلمت عن النوم على البطن .. ظنا بكلام بعض أهل العلم في تحسينها .. ولكن بعد ذلك حينما تتبعت كلام العلماء فقد وجدت أنها روايات محتملة للضعف والتحسين وذلك حسب نظرة المحقق ولا يقين فيها يثبت أنها حديث نبوي بحق .. !!
 

***********************

 

..:: س128: هل الشيطان يطمع في البنات والنساء المستلقيات على ظهورهن عند النوم وكذلك يطمع فيهن لو تعرَّى جزء من جسمها عند النوم ؟ ::..

(الشيطان له تعلق بالنفس وليس بالنوع)

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يأتى بعض المعالجين الرقاة بخرافة من كتب الأحاديث أو بعض المعلومات المشوه من الإنترنت .. ليؤكد أن الشيطان يغتصب الفتيات والنساء لو ناموا على ظهورهن أو لو تعرُّوا بالليل .. ويظل يعظم في قدرات الشيطان وكأنه يبرمج عقول النساء ليكونوا على تخوف من قدرات الشيطان الخارقة التي قد تصل إلى حد الإغتصاب الروحاني إذا ناموا على ظهورهن ..!!
 
- ولا يصدق كلام بعض الرقاة السابق .. إلا من امتلأ قلبه بالخوف من الشيطان لأنه صدق في عظمة قدرة الشيطان وكيده .. حتى غلبه خوفه من الشيطان عن خوفه من الله وقدرته .. وهذا دليل انهيار هذا الإنسان داخليا في علاقته الإيمانية بالله .. !!
 
#- وإليك هذا ما استدل به البعض:
#- أولا: (أثر ضعيف السند ومنكر المتن وباطل شرعا) - عَنْ حُمَيْدَةَ، مَوْلَاةٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَتْ: (كَانَ عُمَرُ، يَقُولُ: لَا تَدَعِينَ بَنَاتِي يَنَمْنَ مُسْتَلْقِيَاتٍ عَلَى ظُهُورِهِنَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَظَلُّ يَطْمَعُ مَا دُمْنَ كَذَلِكَ) رواه بن أبي شيبه في مصنفه.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- عن ضعف السند ..
- نحن لا نعرف حال السيدة (حُميدة) خادمة عمر بن عبد العزيز التي كانت ترعى بناته .. ولا نعرف لها ترجمة عند أهل العلم .. فهي مجهولة لنا .. فلا نعرفها صادقة أم كاذبة أم مجنونة أم خائنة أم أمينة ..
- ولذلك فالرواية لا يصح الإستدلال بها .. وإذا بطل الدليل بطل الاستدلال به ..
 
2- عن نكارة المتن وبيان أنه مكذوب ..
أ- هو مخالف لتوجيهات النبي (لو صحت) السابق ذكرها .. وهو أنه منهي الجلوس على البطون لأنها جلسة أهل النار في الآخرة .. ولا يمكن أن نظن أن الخليفة عمر بن عبد العزيز كان يجهل حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ويخالفه لما يراه هو بعقله ومزاجه .. هذا على افتراض صح حديث النبي ..!!
 
ب- والذي يثبت لك أن هذه الرواية مكذوبة على عمر بن عبد العزيز ..  أن يقال هي الشيطان لو أراد اغتصاب امرأة من بين رجليها وهي نائمة على ظهرها .. فما الذي يمنعه من اغتصاب امرأة وهي نائمة على بطنها ؟!!
- أفلا تعقلون يا ناس أم على القلوب أقفال ؟!!
 
ج- ثم يقال حينئذ كيف نصف فعل الزوج مع زوجته عند جماعها ؟!! فهل نقول له لقد فعلت فعل شيطاني بأنك جامعت زوجتك وهي مستلقية على ظهرها ؟!! أما ماذا نخبره ؟!!
 
 .. فكيف يكون ذلك إذا كان الله تعالى قال: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) البقرة 223 .. وإتيان النساء قد يكون عن استلقاء إما على الظهر وإما على البطن أو غير ذلك بما يؤدي إلى جماع .. والجماع يكون في محل الفرج فقط بعيدا عن فتحة الشرج ..
 
#- ثانيا: ومما يستدل به البعض وينقله من الإنترنت دون أن يعلم مصدره أو حكمه ..!!
#- (أثر شيعي موقوف - متنه منكر) .. عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌ السلام قال: (إِذَا تَعَرَّى أَحَدُكُمْ .. نَظَرَ إِلَيْهِ اَلشَّيْطَانُ - فَطَمِعَ فِيهِ .. فَاسْتَتِرُوا) رواه الطبرسي في مكارم الاخلاق ص56.. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا أثر موقوف على قول الإمام علي بن أبي طالب عند الشيعة .. وفي اعتبارهم صحته .. !!
- وهذا كلام فيه نظر ..لأن السند لو كان صحيح من وجهة نظرهم .. إلا أن المتن فيه نكارة ظاهرة .. ليه ؟

أ- لأن الشيطان على هذا المنطق كان من باب أولى طمع في عورات الإنسان في كل حال حينما يجامع زوجته وحينما يستحم وحينما يغير ملابسه وهكذا .. وهذا كلام غير صحيح ..، وما تم روايته عن النبي من أحاديث في أن الجن يرى عوراتنا إن لم نسم الله فكلها أحاديث لم تصح وسبق توضيح ذلك ..!! والله أعلم .

ب- لا يوجد في الشريعة الإسلامية أن التعري في ستر بيتك المُشترى بمال حلال يسبب تسليط شيطان عليك ليغتصبك ..!! وإنما هذا قد يحدث لمن ينتهك حرمات الله بأي طريقة من الطرق .. وبالتالي يتسلط عليه الشيطان بمزيد من الوسوسة .   
 
ج- ومن يظن أن التعري يسبب طمع من الشيطان يقال له: فهل المستور بملابسه لا يكون محل طمع من الشيطان ؟!!
- وكأنك تصورت أن الشيطان الذي يطمع بك هو شيطان مغتصب وليس موسوسا لك ؟!! ثم تصورت أن هذا الشيطان خاص بالنساء فقط دون الرجال كعادة بعض من لا يعقل ؟!!
- بقى ده تصور يقول به العقلاء يا طيب ؟!! لا أظن ذلك ..

#- ملحوظة هامة جدا:
1- سبق الكلام على مسالة رؤية الجن للعورات –  في الفصل الأول – عند السؤال رقم (3) .. تحت عنوان (هل استحمام الإنسان عاريًا أو جماعه لزوجه عاريا يسبب له أن يكون ضحية للجن العاشق والشيطان يرى عورته ؟ - تحقيق أحاديث الجن ورؤية عورات بني آدم).
 
2- ويمكنك كذلك مؤاجعة الفصل الأول – عند السؤال رقم (4) .. تحت عنوان (هل استحمام النساء والعذارى ليلاً يجلب الجن العاشق ؟).
 
3- وسيأتي الكلام على مسألة التعري كاملا بين الأزواج .. بتوسع كبير جدا .. في الفصل الثالث والخمسون - عند السؤال رقم (226) - تحت عنوان (هل لا يصح نظر الأزواج لعورات بعضهم لأن النبي نهى عن ذلك وسيتم أصابتهما بالعمى والنسيان ؟).
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- رواية (عمر بن عبد العزيز) ما هي إلا رواية خبيثة يستغلها البعض في الإنتصار لقدرة الشيطان .. وما هي إلا قصة فاسدة وخبيثة ولا يستغلها إلا من هو مريض بتعظيم قدرات الشيطان في نفوس المؤمنين.
 
2- ستلاحظ أخي الحبيب أن بعض الرقاة يحلو له أن يختار النصوص التي تتكلم عن النساء وأنها محل طمع للشيطان .. وكأن الرجال في عصمة من الشيطان عند نومهم على ظهورهم أو في كل أحوالهم .. وهذا يجعلك تتهم مثل هذه النصوص بمنتهى اليقين بأنها نصوص باطلة ... ليه ؟
- لأن الشيطان له تعلق بالنفس وليس بالنوع .. فلا علاقة له كونه ذكر أو أنثى ..
 
3- تخيل أنه بإمكان شخص معالج أو راقي يحطم نفسية إنسانة بمنتهى البساطة .. وذلك حينما يخبرها بالكذب أن الشيطان سيأتي ليتحرش بك لو نمت على ظهرك ؟!! فتظل متخوفة من حدوث ذلك ..!!
- كيف لامرأة تستطيع أن تعيش مع هذا الجو الروحاني الفاسد .. حينما تعلم أن الشيطان محيط بها ويتلصص عليها وهي مستلقية على ظهرها في بيتها مستورة ؟!!
- ما هذا الرعب الذي يتم زراعته في نفوس النساء .. من خلال نشر الخوف من الشيطان في نفوس النساء ..!!
 
#- من غرائب ما قرأته عن حكمة نوم المرأة على بطنها ؟
- سبق وقلت لك أخي الحبيب: أن الذي يطمع في المرأة لا يفرق له أنها على ظهرها أو بطنها .. فلماذا يطمع الشيطان من الاستلقاء على الظهر ولا يطمع فيها من الإستلقاء على البطن ؟!!
- قال البعض: بأن الحكمة في ذلك هو أن المرأة تتكشف لو نامت على ظهرها .. !!
- قلت خالد: وكأن الذي ينام على ظهره يمكن أن يتعرى ولكن الذي ينام على بطنه لا يتعرى ..!!  
- فهل هذه هي حكمتهم في الفهم ؟!!
- فإذا كانت هذه هي الحكمة فما هو اللامعقول يا مؤمنين ؟!!
 
- علما بأن أحد الروايات في السؤال السابق .. قد أوضحت أن الرجل الذي نام على بطنه كان قد تكشف شيئا من عُجزيه أي بعض عورته الخلفية ..!!
- إذن فمسألة تكشف شيء من الجسم ممكنة الحدوث .. سواء نمت على بطنك أو ظهرك .. فهذا يتوقف على حال ملابسك وطريقة نومك ..!! ولا داعي لوضع تبريرات لروايات ضعيفة أو ظاهرها الكذب ..
 

*******************************

 

..:: س126: هل النوم بعد الأكل مباشرة يجعل القلب قاسي ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات الخرافية المستمدة من الكتب الدينية .. أن النوم بعد أكل الطعام يقسو من القلب .. أي يجعل القلب في حالة قسوة في عباداته ومعاملاته .. وكأن استجابته للحق تصبح في حالة حجاب ..!!

#-  في (حديث موضوع "مكذوب على السيدة عائشة وعلى النبي") .. عن أصرم بن حوشب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ..، وعن بزيع أبو الخليل حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (أذِيبُوا طَعامَكم بِذِكْرِ اللَّهِ والصَّلاةِ ولا تَنامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُوا قُلُوبُكم) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الطب..، قال الإمام بن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (راجع الموضوعات ج3 ص70) ..، وقال الشوكاني: رواه ابن عدي عن عائشة مرفوعا وفي إسناده: أصرم بن حوشب كذاب وفي إسناد له آخر عند ابن عدي أيضا: بزيع أبو الخليل وهو متروك والحديث موضوع. (راجع الفوائد المجموعة ص156)..
 
2- (حديث مجهول السند) .. أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عَلِيٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أكْلُ العِبادِ ونَوْمُهم عَلَيْهِ قَسْوَةٌ في قُلُوبِهِمْ) رواه السيوطي في الدر المنثور بلا سند .. ولم أجد لهذه الرواية أي سند فيما توافر عندي من كتب أهل العلم .
 
3- (حديث مجهول السند) .. أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (تُوَرِّثُ القَسْوَةَ في القَلْبِ ثَلاثُ خِصالٍ، حُبُّ الطَّعامِ وحُبُّ النَّوْمِ وحُبُّ الرّاحَةِ) ذكره السيوطي في الذر المنثور بلا سند .. ولم أجد لهذه الرواية أي سند فيما توافر عندي من كتب أهل العلم .
 
#- ولكني وجدت أسانيد لتلك الرواية في موضعين وأذكرهما لك أخي الحبيب:
 
أ- (حديث موضوع) .. عن أبي مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَنْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَانَ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يُورِثُ الْقَسْوَةَ فِي الْقَلْبِ ثَلَاثُ خِصَالٍ؛ حُبُّ الطَّعَامِ , وَحُبُّ النَّوْمِ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ) رواه أبو الحسن الخلعي في الخلعيات الثامن عشر حديث48 ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- فيه (إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله) شيخ أبو الحسن الخلعي .. مجهول الحال.
ب- وفيه (محمد بن أحمد الحندري) مجهول الحال.
ج- وفيه (عبد الله بن أبان العجلي) .. وهو ضعيف الحديث.
د- وفيه (عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ) .. وهو متروك الحديث..، قال أبو أحمد بن عدي: له أحاديث مناكير..، وقال أبو حاتم بن حبان: روى عن أبي عبلة، وابن جريج، وغيرهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الإحتجاج به (راجع تهذيب الكمال ترجمة رقم 3441) ..، وقال الذهبي: قلت: أحاديثه شبه موضوعة (ميزان الاعتدال ترجمة رقم 6337)..، وقال بن الجوزي: قال الدارقطني متروك وقال ابن حبان يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة لا تعرف من حديث أبيه وأبوه أيضا لا شيء فلست أدري أهو الجاني على أبيه أو أبوه الذي كان يخصه بهذه الأشياء الموضوعة (الضعفاء والمتروكين ترجمة رقم96 ج1 ص45).
 
ب- (حديث موضوع) .. عن أبي المكارم عبد الوارث بن محمد بن عبد المنعم الأبهري، عن ابن الترجمان، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أبان، عن هاشم بن محمد، عن عمرو بن بكر، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ خصالٍ تُورِث القَسْوَة في القَلْبِ؛ حُبُّ الطَّعَام، وحُبُّ النوم، وحُبُّ الرَّاحَةِ) رواه الديلمي في الفردوس وذكر سنده الحافظ بن حجر في زهر الفردوس.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- فيه (عبد الوارث بن عبد المنعم الابهري) شيخ الديلمي .. مجهول الحال .. وهو أديب فاضل كان تلميذ وصاحب لأبي العلاء المعري.
ب- وفيه (محمد بن أحمد الحندري) مجهول الحال.
ج- فيه (عبد الله بن أبان العجلي) .. وهو ضعيف الحديث.
د- وفيه (عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ) .. وهو متروك الحديث..
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- إذا كانت بعض هذه الروايات قيلت فيمن أكل ونام فيحدث له قسوة في القلب .. فهل لو أكل وجلس فلا يحدث له قسوة في القلب ؟!!
- بكل تأكيد .. لا .. لأن المسألة لا علاقة لها بالنوم والصحيان .. وإنما لها علاقة بمن يكثر من الطعام حتى تمتليء بطنه عن آخرها بما لا يستطع معها حركة لثقل البطن آنذاك .. وهذا لا علاقة له بالنوم إلا من حيث قلة الحركة وبالتالي يقل حرق الطعام في الجسم فيسبب له ثقل وكسل .. ولذلك أو اكثر من الطعام فالجسم يصاب بحالة من الوخم والكسل والثقل حتى يحترق هذا الطعام في الجسم ..
 
2- وإذا كانت بعض الروايات وهي المجهولة السند قيلت أن قسوة القلب تأتي نتيجة حب الطعام والنوم والراحة .. فهذا طبيعي لأنه يقال حينئذ متي سيجد الإنسان عزيمة وهمة في ذكر الله إذا غلبه هذه الأمور الثلاثة ..!!
 
#- وفي العموم كما تبين لك أخي الحبيب .. أن هذه الروايات إما مكذوبة على النبي أو مجهولة السند .. وكلاهما مر .. وغير مقبول .. وإن كانت الرواية الأخيرة صحيحة في المعنى المراد منها ولكن لا يقال عنها أنها حديث نبوي ..
- والله أعلم .

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .