الروحانيات فى الإسلام: ج33: معتقدات موروثة - هل الناس أصحاب القدرات والملكات المميزة والخارقة للعادة سواء ملكات جسدية أو عقلية قد اكتسبوها من الجن والشيطان وليست من الله - كيف يمنح الله لأصحاب العقائد الأخرى القدرة على العلاج الروحاني إن كان الظن بأن القرآن هو الوسيلة الوحيدة لطرد الشيطان .

بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 10 يوليو 2023

Textual description of firstImageUrl

ج33: معتقدات موروثة - هل الناس أصحاب القدرات والملكات المميزة والخارقة للعادة سواء ملكات جسدية أو عقلية قد اكتسبوها من الجن والشيطان وليست من الله - كيف يمنح الله لأصحاب العقائد الأخرى القدرة على العلاج الروحاني إن كان الظن بأن القرآن هو الوسيلة الوحيدة لطرد الشيطان .

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان غير ذلك

(الفصل الثالث والثلاثون)

هل الناس أصحاب القدرات والملكات المميزة والخارقة للعادة سواء ملكات جسدية أو عقلية قد اكتسبوها من الجن والشيطان وليست من الله

#- فهرس:

:: الفصل الثالث والثلاثون :: معتقدات مغلوطة في فهم قدرات الإنسان الخاصة وربطها بقدرة الجن والشيطان - معتقدات مغلوطة عن أصحاب العقائد الأخرى في قدرتهم على العلاجات الروحانية ::

1- س130: هل الناس أصحاب القدرات والملكات المميزة والخارقة للعادة سواء ملكات جسدية أو عقلية قد اكتسبوها من الجن والشيطان وليست من الله ؟

2- س131: كيف يمنح الله لأصحاب العقائد الأخرى القدرة على العلاج الروحاني إن كان الظن بأن القرآن هو الوسيلة الوحيدة لطرد الشيطان ؟

 ***********************

:: الفصل الثالث والثلاثون ::

:: معتقدات مغلوطة في فهم قدرات الإنسان الخاصة وربطها بقدرة الجن والشيطان - معتقدات مغلوطة عن أصحاب العقائد الأخرى في قدرتهم على العلاجات الروحانية ::

**********************

..:: س130: هل الناس أصحاب القدرات والملكات المميزة والخارقة للعادة سواء ملكات جسدية أو عقلية قد اكتسبوها من الجن والشيطان وليست من الله ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من غرائب وخرافات بعض الناس في زماننا .. أنهم بلغ في أنفسهم تعظيم قدرة الشيطان بصورة تفوق خيال الشيطان نفسه بما لا كان يمكن أن يتصوره .. حتى أن الناس أصبحت تصف أصحاب الملكات الخاصة (ممن لديهم موهبة الحفظ  والعقل العبقري والجسم الذي يجر مقطورات أو يأكل زجاج وما شابه هؤلاء) .. بأنهم أبناء الجن والشيطان أو ممسوسين بالجن والشيطان وهو الذي يمنحهم هذه القدرات .. ولا يخفى على مؤمن ولا عاقل أن هذا كلام غير صحيح وفيه تعظيم لقدرات الشيطان وإنكار لقدرة الله .. ليه ؟
 
1- لأن الشيطان لا يمنح أحد قدرة ليست في تكوينه .. ولا يخلق قدرة في إنسان .. لأنه ليس الله ..!!
- وإلا فلماذا لم يمنح الشيطان لأولياءه وأحبابه قدرات خارقة فيشفيهم من أمراضهم ويغنيهم من فضله ويعطيهم الصحة والبسطة في العلم والجسم والرزق .. ؟
- مش كده ولا إيه ؟!!
- زلكن الشيطان قد يساعد في خيالات كشفية ومعلومات غيبية يلقيها في أذن الناس ؟!! وحينئذ يسمى هذا بقدرة الإنسان على استقبال التواصل الروحاني .. وليس لأن الجن منحه هذه القدرة وإنما لأن الإنسان مخلوقة فيه القدرة التي تؤهله لاستقبال ذلك .. والذي يحدث فقط هو إلقاء لهذا الإنسان معلومات إما كشفية أو سمعية سواء كانت صحيحة أو مضللة ..
 
2- فالذين يقولون على أصحاب القدرات الخاصة في القوة العقلية أو الجسدية .. أن هذا الفضل منحة من الجن والشيطان لهم .. فهذا كلام منحرف جدا .. لأنه بقولهم هذا قد نسبوا للشيطان صفة من أوصاف الألوهية وهي الخلق والإيجاد .. وهذا كفر كما لا يخفى على عاقل أو مؤمن ..!!
- بل لعلهم لم ينتبهوا لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران73-74.
 
3- واقرأ معي كلام الله .. حتى تبصر الحقيقة ..
أ- حينما أخبر أحد أنبياء بني إسرائيل بأن الله قد اختار لهم طالوت ملكا عليهم ليقودهم وكان فقيرا ولكن له قدرات خاصة في العلم والجسم .. فيحكي الله لنا عن قول نبيه لبني إسرائيل إذا قال: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة:247.
 
- وقوله (بسطة في العلم والجسم) .. فيه دلالة واضحة وصريحة أن الذي يمنح خصاص الأجسام والعقول هو الله .. وليس الجن والشيطان كما يزعم خدام الجن والشيطان أو من اتبعوهم من الجهلاء .. وأن الله قد يختص أحد من عبادة بمزيد من فضله وكما يريد سبحانه ..
 
ب- واقرأ معي قوله تعالى .. في عاد قوم سيدنا هود إذ قيل لهم: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الأعراف:69.ويقول هود لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) هود:52..، حتى يصف لنا الله أن قبيلة عاد قد بلغت فيهم القوة مبلغا ظنوا أنه لا قوة فوق قوتهم إذ يحكي لنا الله فيقول: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) فصلت:15.
 
- وقوله (وزادكم في الخلق بسطة): أي أعطاكم مزيد قدرة وقوة وبسط في البنيان الجسدي ..
- وقوله (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ): أي يمدك بقوة فوق ما أعطاه لكم من قوة .. لأن الله هو الذي يمنح ويمد خلقه بالقوة .
- وليس الجن الشيطان هو الذي يمنح القدرة والقوة كما يزعم خدام الجن والشيطان ..!!
 
ج- واقرأ معي قوله تعالى .. في قبيلة ثمود قوم سيدنا صالح إذ قيل لهم: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الأعراف:74 .. وقال تعالى يصف قدرتهم الخارقة للعادة التي منحها لهم: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) الفجر:9 ..
 
- ولو تأملت الآيات ستجد قدرات خارقة فوق العادة .. حتى كانوا ينحتون من صخور الجبال بيوتا لهم .. وهذه قدرة لا يتصورها العقل في عصرنا هذا .. أن يعطي الله القدرة لإنسان ينحت الصخر الكبير ويصنع منه منزلا ولا يمتلك سوى يده وبعض الأدوات اليدوية كالمطرقة الحديد .. فما هذه القوة والقدرة ..؟!!
 
4- والآن نعود لكلامنا الأول فنقول:
- من الذي منح هذا الجنس البشري هذه القدرات الخارقة في الإنسان ؟ هل الجن والشيطان ؟ أم الله الخالق القدير ؟
- بل هو الله الخالق القدير هو المعطي المانح والخالق فيهم هذه القدرة .. فلماذا ينسب البعض ما هو لله إلى الجن والشيطان حينما يجدون قدرات خاصة لبعض البشر في أجسامهم فتجدهم ينسبون هذه القدرات الإنسانية الخاصة للجن والشيطان ؟!!
 
6- ومن غريب وعجيب بعض الناس الذين ينسبون كل شيء له قدرات خاصة في الإنسان للجن والشيطان .. أنهم لا ينسبون أصحاب القدرات العقلية الخارقة في الوجود من عباقرة الإنس إلى الجن والشيطان ..!! مع أن العباقرة يكونوا آحاد الناس في الخلق .. فلماذا لا ينسبون أصحاب هذه العقول للجن والشيطان أيضا ؟ أليس هذا غريبا ؟!!
 
- ولكنه ليس غريبا .. خاصة حينما تعرف أن الذين ينسبون القدرات الجسدية والملكات الخاصة في الإنسان للشيطان إنما هم جماعة يغلب على فكرهم وحياتهم محبة نشر حكاوي وقصص الجن والشيطان .. وحياتهم ما هي إلا أحاديث عن الجن والشيطان .. فلا يمكن أبدا أن تجد إنسان مؤمن عاقل رشيد ينسب هذه القدرات الإنسانية الخاصة للجن والشيطان إلا شخص حياته كلها أحاديث جن وشيطان ومس وسحر وحسد .. فلا تستغرب حينئذ من كلام هؤلاء .. إذ لو كانوا حتى يتأدبون بعقلهم  لكانوا زعموا من باب أولى أن العباقرة من الإنس هم أبناء الجن والشيطان .. ولكن أقصى حدود علمهم هي قصص وحكاوي الجن والشيطان التي ينشرونها ويستمتعون بهذه القصص وكأنها دين وعقيدة وحقيقة .. وما هو إلا جهل وضلال وانحراف في العقيدة ..!!
 
 7- والذي يكشف لك أخي الحبيب أن نفسية هؤلاء لا تحمل إلا حواديت عن تعظيم قدرات الشيطان والجن وكأنهم نسوا الله .. فاقرأ معي الحديث الآتي:
عن أبي سعيد الخُدري قال: (عَدا الذِّئْبُ على شاةٍ، فأخَذَها، فطَلَبَه الرَّاعي، فانتَزَعَها منه، فأقْعى (أي فجلس) الذِّئْبُ على ذَنَبِه (أي ذيله) ، قال: ألَا تَتَّقي اللهَ؟ تَنزِعُ مِنِّي رِزقًا ساقَه اللهُ إليَّ! فقال: يا عَجبي! ذِئْبٌ مُقْعٍ على ذَنَبِه، يُكلِّمُني كَلامَ الإنْسِ! فقال الذِّئْبُ: ألَا أُخبِرُك بأعجَبَ من ذلك؟ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَثرِبَ، يُخبِرُ النَّاسَ بأنْباءِ ما قد سَبَقَ، قال: فأقبَلَ الراعي يَسوقُ غَنَمَه حتى دَخَلَ المدينةَ، فزَواها إلى زاويةٍ من زَواياها، ثُمَّ أتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخْبَرَه، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنُودِيَ: الصَّلاةَ جامِعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فقال للرَّاعي: أخْبِرْهم، فأخْبَرَهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صَدَقَ .. والَّذي نَفْسي بيَدِه، لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يُكلِّمَ السِّباعُ الإنْسَ، ويُكلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبةُ سَوطِه، وشِراكُ نَعْلِه، ويُخبِرَه فَخِذُه بما أحْدَثَ أهْلُه بعْدَه) رواه أحمد والحاكم وصححه الحاكم .. وقال محققو المسند: رجاله ثقات رجال الصحيح..، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة.
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (يكلم السِّباعُ): ليس المقصود به هنا الأسود وإنما كل ما له قوة جارحة سواء كان حيوان بري كالأسود والكلاب .. أو حيوان طائر كالنسور والصقور .. والله أعلم .
 - قوله (عذبة سوطه): أي مقبض طرف السوط (وهو ما يسمى بالكُرباج) الذي يستخدمه في حركة صوته لتحريك الحيوانات ..
- قوله (شراك نعله): أي رباط حذاءه يحدثه بما كان يفعل من السعي في حياته .
- قوله (ويخبره فخذه): أي يتكلم معه فخذه بكلام مفهوم ومعقول لما حدث مع أهل بيته أثناء غيابه عن منزله .
 
- ولو سألت الذين يعظمون من قدرات الجن والشيطان وقلت لهم (دون أن تذكر لهم الحديث السابق): ما هو وصفك لو علمت أن أحد سمع رباط حذائه أو سمع فخذه يكلمه بما فعلته زوجته في غيابه ؟!!
- فسيقول لك: بكل تأكيد أن الذي يتكلم هو شيطان وجن وعفريت .. أي أن الجن هو الذي يتكلم من خلال هذه الاشياء .. ويزعمون ذلك لأن قدرة الجن والشيطان في قلوبهم قد تمكنت فيهم تمكينا حتى نسوا أن الله هو خالق القدرات وهو الذي يمنح البسطة في العلم والجسم والرزق ..  فنسبوا قدرة الخلق والإيجاد للجن والشيطان .. ونسوا الله الخالق القدير ..!!
 
8- ختاما: انتبه جيدا للآتي حتى لا يتوه عقلك:
أ- هناك فرق بين من يمسه الشيطان فيتصرف فيه الشيطان وهو غائب العقل ويحدث هذا وقت غضب كالصبي الصغير الذي قد يرفع أشياء ثقيلة أو يكسر أمور فوق قدرته ..
- وفرق بين الإنسان السوي الذي لا يحدث معه هذه الأشياء وله قوة وقدرة طبيعية موجودة دائما .. وهو طبيعي جدا وهذه صحته وطبيعته .
 
ب- وهناك فرق بين من يكون مستمتعا بالجن وقدراته في لحظة معينة كالعراف والساحر .. وبين من هو مستمتعا بقدرة الله الموجودة فيه وهذه طبيعته في كل وقت دائما كقوم عاد وثمود وغيرهم ..
 
ج- وهناك فرق بين من هو يسعى طالبا يلهث وراء العالم الروحاني ليكون خداما حقيرا لهم ليستمتع بشيء من قدراتهم الكشفية في عالم الإنس .. مثل الكشف على الآثار وتتبع عورات الناس ثم يزعم أنه يريد علاج الناس ولو كان يريد علاج الناس لكان طلب الله بدلا من كونه خدام ذليل لهم يرجو منهم فضلهم عليه .. 
- وبين من لديه تفعيل روحاني أي لديه نافذة أو باب روحاني في تكوينه الشخصي مفتوح للتواصل مع العالم الروحاني دون إرادة منه .. وقد تظهر على يديه أعاجيب مثل العلاج الروحاني أو العضوي بأبسط الطرق وظهور المرائي له .. وأحيانا قد تكلمه بعض الحيوانات كالقطط والكلاب والأفاعي في داخله بكيفية لا يعلمها ويرد عليها أيضا في داخله وكتخاطر يحدث بينهما .. ولكن هذا وإن كان نادر الحدوث وفق قدر الله ولكنه يحدث .. فلا تتعجب من قدرة الله الممنوحة في الإنسان وفق حكمته ومشيئته ..
 
#- فأبصر الفروق يا مؤمن حتى لا يتوه عقلك .. ثم تختلط عليك الأمور فتكون فريسة لمدعي علم شرعي وهو جاهل فيحكم عليك بأنك كافر مخاوي للشيطان أو قد تسقط فريسة لبعض الرقاة أو خدامين الجن والشيطان فيحكمون عليك بأنك مسحور أو مركوب من الشيطان ..!!
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
- من الخرافة والكفر أن تنسب قدرة لله أوجدها في إنسان عاقل سوى وهذه طبيعته ثم تنسبها للجن والشيطان .. وتزعم أن الشيطان هو من أوجد هذه القدرة الجسدية والعقلية في الإنسان .. وهذا كلام باطل ومنحرف جدا لأن الشيطان لا يخلق قدرة ولا قوة في أحد لأنه ليس الخالق .. ولو كان له ذلك لكان جعل من القصير طويل .. ومن الغبي ذكي .. بل وجعل من الأعمى بصير ومن الأصم سميع ومن الأخرس كليم .. ولكن لا قدرة له على ذلك .. فافهم ..!!
 
- والجن بصفة عامة قد يعكس شيء من قدراته على من لديه قابلية استقبال أي فيه خاصية استقبال في ذلك التواصل .. وقد يأتي الجن ليخدمك فيحضر معك في لحظة ما .. لتستمتع بهذه الخدمة في هذه اللحظة فقط .. ولكن لا يكون هذا الشيء من طبيعة الإنسان الدائمة ... فهنا يقال أن هذا الشخص حدث له مس روحاني ترتب عليه حضور في عالم المادة ..
 
- مثال ذلك: قد يخبرك شخص أنه يستطيع أن يرفع هذه السيارة الآن وهو ضعيف الجسم .. ولكن إن كنت معه في موقف آخر وأنت طلبت منه فعل ذلك فجأة فهو لا يعرف فعل ذلك . .لأن سيده من الجن ليس حاضرا معه .. بخلاف من هذه طبيعته لو طلبت منه شيئا في أي وقت فهو يفعله بقدرته وقوته التي هي متاحة معه طوال الوقت لأنها من تكوينه وطبيعته الدائمة ..
 
- والله أعلم.
 
***********************
 
..:: س131: كيف يمنح الله لأصحاب العقائد الأخرى القدرة على العلاج الروحاني إن كان الظن بأن القرآن هو الوسيلة الوحيدة لطرد الشيطان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من الأمور المستغربة في عقول بعض الناس .. أن يستغرب وجود قدرات في بعض العقائد كالهندوسية والديانات كالمسيحية واليهودية .. بل وغير ذلك قد يكون ملحدا كالبوذية .. والجميع لديه قدرات في العلاجات الروحانية ..!!
 
- ولكن الذي يجعل عقلي يستغرب من هذا السؤال: هو لماذا الإستغراب أصلا .. لأن الذي يقول كيف يمنح الله الناس عموما مهما كانت عقائدهم العلاج الروحاني .. فأقول له كما منحهم العلاج العضوي والنفسي .. فلماذا ليس في ذلك استغراب أيضا ؟!!
 
- ثم تتعجب من باقي الأفكار في عقول الناس .. حينما يخبروك بأن القرآن هو الوسيلة الوحيدة لطرد الشيطان .. !! فمن أين أتوا بذلك التخصيص الحصري والوحيد ..؟!!
 
- فقد يحدث علاج من مشكلة روحانية على يد غير المسلم .. إذ ليس بالضرورة أن يكون في المسألة استعانة بجن وشياطين أصلا .. لأنه من الممكن استخدام وسائط كالمشروبات أو الأبخرة في المساعدة على طرد هذا الكيان الروحاني .. وقد يكون يصاحب ذلك بعض العزائم التي ليس بالضرورة أن تكون شركا .. وهناك من يكون لديهم تفعيل روحاني في كل مكان وزمان ويكون لهم مواهب خاصة في العلاجات قد تصل لحد سحب الأثر الروحاني الذي يسيطر منه العارض على المصاب روحانيا ليقطع طريقة الإتصال .. دون أن ينطق بكلمة واحدة .. بل ودون لمس .
 
#- وحينما تخبر البعض بما سبق فهو يتسرع ويقول: أن القرآن وحده هو طارد الشيطان .. !!
 
- ونقول له: عفوا أنت لديك معلومات ناقصة .. في الدين وعن الواقع .. ليه ؟
1- أما عن الدين .. فهذا لأن عوف بن مالك قال: (كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في ذلكَ؟ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم.
 
- وهذا معناه أن قبل الإسلام كان يوجد رقية وفيها علاج .. وكان من هذه الرقية ما فيه شركا وما ليس فيه شركا .. وإلا ما كان قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) .. وهذا هو القانون العام في استخدام أي رقية أن لا يكون فيها شرك بالله .. فتنسب لغير الله ما هو لله .. فلا تقول مثلا بحق بوذا القدير ولا تقول بحق يسوع الإله ولا تقول بعظمة الوجود الأزلي بلا إله .. !!
 
2- أما عن الواقع .. فهذا لأنه يتم علاج وشفاء حالات من المس الروحاني ويتم طرد الروح الشريرة عن الإنسان .. وبعض من يفعلون ذلك يظهر فيه نزعة الرحمة والإنسانية .. فكيف يتم ذلك لو كانوا يصاحبهم شيطان رجيم  وليس معلوما عنهم أنهم سحرة ؟!!
- وعلما بأن أصحاب العقائد الأخرى تصاحبهم روحانية فيها خير حتى ولو كانت لها عقيدة خاطئة .. إلا أنها ليست فيها شر .. كحال عموم الإنس مسلمين وغير مسلمين فيهم خير وفيهم شر ..
 
3- ومن ناحية أخرى .. فأقول: يا من جعلت قياسك هو القرآن فقط الذي يطرد الشيطان وأنكرت حدوث ذلك من غير القرآن .. ودون إطالة رد عليك .. فأسألك: لماذا بعض الذين يقرأون القرآن لا يطردون الشيطان ..؟!! وغيرهم قد يفلح في طرده من غير المسلمين ؟
 
4- لكن الحقيقة أنت اللي مخك أو عقلك مش تمام في الفهم .. لأنك خلطت ما بين الإيمان الحق وعطاء الرزق .. فجعلت من العلاج الروحاني الذي هو رزق مخصوص بالقرآن فقط وجعلت من ذلك عقيدة دينية ولم تأتينا بدليلك على ذلك الخصوص فقط .. في حين هو مسألة دنيوية وفيها عطاء ربوبية أي رزق لجميع الناس أي فيه وصل عطاء لجميع الخلق الذين يؤيدهم بذلك .. كما هو حال علاج المرض العضوي ليس عقيدة دينية خاصة بالقرآن وإنما مسألة دنيوية وعطاء الله فيها للجميع بل ويختص بفضله وحكمته من يشاء ..
 
5- واذا كنت تعجب من أن لبعضهم القدرة على العلاجات الروحانية لأنهم غير مسلمين .. فلماذا لم تعجب من قدرتهم على الارتقاءات العلمية الرهيبة وعطاء العلم الذي أعطاه الله لهم وهم غير مسلمين ؟!!
 
- فلماذا لم تقل هنا أن ما هم فيه فبسبب إيمانهم بكتابهم المقدس ؟!! طالما جعلت من العطاءات الدنيوية مرتبطة بالدين ..!! وبالتالي يكون السبب في جهلك بالعلم الذي وصل إليه الآخرون هو لأنك مؤمن بكتابك القرآن .. فتكون بذلك اتهمت القرآن بأنه ليس بحق (وحاشاه) وذلك بسبب أن قياسك فاسد وباطل وفيه انحراف غريب لقياسك للأمور .. !!
- فما علاقة الإيمان بالحق بعطاء الرزق ؟!!
 
- وكأنك تقول كما يقول الأطفال وبعض السفهاء أن الذي معه مال وفي صحة فربنا يحبه .. والذي هو مبتلى في رزقه وصحته .. فهو لا يحبه ؟!!
- فما علاقة المال والصحة بالإيمان بالحق ؟!!
 
6- فإذا كنت تتصور أن الناس من غير المسلمين لا علم لها في مواجهة الشيطان .. فأنت مخطيء وعلى باطل .. بل الله أعطى لكل مكان وزمان من يمحنهم قدرة على مواجهة الشيطان .. لوجود إرادة الخير والإصلاح فيهم ..
 وإذا كانت في رقيتهم ما هو حق وما هو باطل أو مختلط .. فهذه مسألة أخرى .. ولكننا هنا نشير إلى أن عطاء الله في العلاجات النفسية والعضوية والروحانية مفتوح الباب فيه لجميع خلق ربنا لمن يمنحهم الله هذه الخصوصية في كل علم من العلوم .
 
7- وختاما أتركك تستمتع بفهم الحكمة من كلام الله :
- حيث يقول تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) الإسراء:18-21.
 
# والمعنى من تفسير المنتخب:
- مَنْ كان يطلب متاع الدنيا العاجلة ويعمل له متخذا الأسباب، ولا يوقن بميعاد، ولا ينتظر جزاء الدار الآخرة .. عجَّلنا له في الدنيا ما نشاء تعجيله من البسط والسعة، وكان هذا لمن نريد التعجيل له، ثم أعددنا له في الآخرة جهنم يقاسى حرها، وهو مذموم بما قدم، هالك مطرود من رحمة الله.
 
- ومن أراد بعمله الآخرة، ولها عمل، وهو مصدق بالله وجزائه .. فأولئك كان عملهم مقبولاً عند الله ينالون الثواب عليه.
 
- وإنا نمد كلا الفريقين إذا اتخذوا الأسباب من عطاء ربك في الدنيا .. وما كان عطاء ربك فيها ممنوعاً من أحد، مؤمناً كان أو كافراً، ما داموا قد اتخذوا الأسباب.
 
- انظر بعين الاعتبار كيف فضَّلنا بعض عبادنا على بعض في المال والحياة والسعة .. إذا اتخذوا أسباب ذلك في الدنيا لحكمة نعلمها، وأن تفاوتهم في الدار الآخرة أكبر درجات من تفاوتهم في الدنيا، فينبغي الاعتناء بها، فالآخرة هي التي تكون فيها الرفعة الحقيقية والتفاضل الحقيقي. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- خلاصة القول:
- لا تكون جاهلا فتحكم في الأمور بمقياسك أنت العقلي في حين عقلك فارغ من العلم .. بل ولا تستطيع أن تفرق بين عطاء الحق المرتبط بالإيمان وعطاء الرزق المرتبط بحكمة الله في تدبير الأكوان ..!!
- شيء غريب ..!!

 *****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 4 تعليقات:

  1. { أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢٥٩]

    اللهم ارزقنا علم اليقين بالقرآن الكريم وكلام النبي الأمي الأمين وثبتنا عليه .. امين امين امين

    ومن الجميل ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد حثنا ورغبنا في ذكر لهو من اعظم الاذكار اجرا وفضلا وفيه بركة وخيرا كثيرا لمن آمن وأيقن .. اللهم اجعلنا منهم :

    قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل ممَّا جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك "

    ردحذف
  2. 🌦️

    ﴿وربطنا على قلوبهم..﴾

    ‏إذا سألت الله ..

    ‏فاسأله أن يربط على قلبك ما دُمت حيًّا..
    ‏فالأيام التي لا يثبّتك الله بها مؤلمة بحقّ..
    ‏أن تأتيك الضغوط فتكسرك وتجعلك تتهاون عن العبادات..
    ‏وأن تصيبك سهام الفتن فتبعدك عن فعل الخير..
    ‏وأن تهبّ عليك رياح الوهن فتطفئ شمعة قلبك..

    ‏فاللهمّ سندك لقلوبنا .🥀.

    ردحذف
  3. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الحبيب الغالي وزادك الله من فضله
    ممتع جدا هذا الجزء من الرساله الله يعينك ويقويك يا أستاذنا
    **********************
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا ربنا يزيدك من علمه

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف